آخر أيام المدرسة
عندما كانت تدخل المدرسة في أجواء الامتحانات يصيبني اضطراب يشبه الاكتئاب ،لم أكن أحب المدرسة لكني في نفس الوقت لا أحب أن تنتهي ، المشاعرنحوها تجلس في زاوية خاصة لا أستطيع تصنيفها تحت أي شعور ..هي متأرجحة بين الحب والخوف والسعادة تماماً كأي شيء لا تحبه لكنك لا تريده ان ينتهي ، أو لا تحبه وعندما تراه ينتهي ويغادر أو يموت تحزن عليه وتتمنى بقاءه على سوءاته المهم الا ينتهي..
في آخر أيام المدرسة ، أحزن على العلم المرفوع على السارية يرفرف وحيداً وقد غادر الأولاد قاعات الامتحان باكراً ، احزن على رسمات ممزقة كانت مشروع لوحة فنية في حصة الفن المهملة أصلا، أحزن على لعبة لم تكتمل بين طالبين ( x/o) ، وثمة بقايا ساندويتش في الدرج الأخير ربما لم يكمل الطالب وجبته بعد دخول المعلم قبل أسابيع طويلة ، أشتم رائحة الحبر من «أقلام الفولوماستر» على الوسائل التعليمية ، وأحبال الزينة المعلقة في الممرات وعلى أبواب الصفوف الأساسية تعبث بها الريح بصمت مطبق للمكان، أحزن عندما لا أسمع صوت المعلّمين وضجيج الضحك القادم من النوافذ العالية في حصة تفاعلية جميلة..وصوت إغلاق الأبواب من قبل مراسلي المدرسة..أحزن عندما أسمع صوت البوابة الحديدية الكبيرة للمدرسة تطبق معلنة نهاية اليوم الأخير من الامتحانات عند الساعة الحادية عشرة..