تصريحات الرجوب.. هل هي بالون اختبار؟
وقد أدان القرار الإعتداءات الإسرائيليّة والتّدابير غير القانونيّة، التي تحدّ من تمتّع المسلمين بحرية العبادة، ومن إمكانية وصولهم إلى المسجد الأقصى. فما الذي حمل الرجوب على هذا التّصريح الذي يشكّل خروجا على الاجماع الفلسطينيّ والعربيّ والاسلاميّ؟ أغلب الظّن أنّ التّصريح ما كان له أن يخرج إلى الاعلام دون ضوء أخضر من السّلطة، فالرجوب ليس مواطنا عاديّا، أو مسؤولا هامشيّا فهو الرّجل الثّاني في حركة فتح وعضو لجنتها المركزيّة.
بقي أن نقول: إنّ استنكارات الفصائل الفلسطينيّة للتّصريح على أهمّيّتها غير كافية، وإنّما ينبغي أن يترافق معها هبّة فلسطينيّة عارمة في كلّ مواقع وجود الشّعب الفلسطينيّ، ليسمع القاصي والدّاني صوت الشّعب الفلسطينيّ مدويّا بالتّمسّك بثوابته الوطنيّة، وفي مقدّمتها المسجد الاقصى والقدس، كما يترتّب على حركة فتح ذات التّاريخ العريق في النّضال والتّضحيات ألا تكتفي بإدانة خجولة لهذه التّصريحات، وإنّما تعمد إلى محاكمة صاحب التّصريح على هذا الموقف، باعتباره جريمة بحقّ الوطن والأمّة.
ولمّا كان المسجد الأقصى بما فيه حائط البراق وكلّ الاراضي والعقارات داخل السّور إرثا عربيّا واسلاميّا خالصا فقد بات لزاما على مليار ونصف المليار مسلم أن يرفعوا أصواتهم عاليا بالاستنكار والإدانة، فالمسجد الأقصى، وسائر المقدّسات، ليست مزرعة وملكا خاصا يمكن التّصرّف به، وإنّما واحد من أقدس مقدسات الأمّة فالعالم يرقب ردّة الفعل، فإن كانت دون مستوى الحدث فلننتظر الخطوة اللاحقة التي تهوّد الأقصى والمقدّسات وسائر فلسطين.