راكان المجالي يكتب :قضية شاهين والغرق في التفاصيل !!



كما هو معروف فان السيد رئيس الوزراء قد وعد بان يطلع المواطن الاردني على تفاصيل وحيثيات قضية تسفير السجين خالد شاهين للخارج، وقد حمل الوعد بكشف كل مجريات القضية ايحاء بان شرح هذا الامر والاحاطة بوقائعه كاملة ستعني ازالة الشكوك التي احاطت بملف هذه القضية وكذلك دحض كل الشبهات المتعلقة بعملية خروجه.

وقد قدم السيد رئيس الوزراء في مؤتمره الصحفي شرحا كاملا تناول كل شاردة وواردة تتصل بالقضية لكن ما ذكره وأفاض في شرحه لم يقدم جوابا على تساؤلات الناس حول قرار تسفير سجين بحجة العلاج وهو ما يعني انه لم يعد سجينا وليس من السهل اعادته للسجن لامضاء محكوميته ما دام خارج قبضة العدالة!!

وعندما التقيت رئيس الوزراء قبل ايام تحدثت معه في عدة قضايا تعكس سوء اداء الحكومة ومنها قضية خالد شاهين التي لا يجوز ان تغرق الحكومة في تفاصيلها، فالمهم هو الموقف من حيث المبدأ من مسألة تهريب سجين، اي سجين .

لقد قلت للسيد رئيس الوزراء ان تسفير شاهين لا يحتمل التبرير وان الحكومة مجتمعة مسؤولة عن هذه القضية، والرئيس هو المسؤول الاول ويليه وزير الداخلية ثم وزيري العدلية والصحة لكن كل وزير في الوزارة يتحمل ايضا المسؤولية، وقد قلت له انني استغرب كيف لا يكون في هذه الوزارة وزير واحد يمكن ان يتنبه من الساعات الاولى لبدء مهزلة تشكيل لجنة طبية.. هذا الامر الذي كان معلنا وتم نشره في الصحف وعلى المواقع الالكترونية واستمر اياما طويلة دون ان يفكر وزير باثارة الموضوع في مجلس الوزراء او تنبيه رئيس الوزراء الى ان هنالك محاولة خبيثة لتسفير سجين وبالتالي اسقاط عقوبة السجن عنه عمليا عبر تلفيق اجراءات تفضي لتهريبه!!

كنت اتمنى ان يتحمل وزير واحد في هذه الوزارة مسؤوليته التضامنية ولطرح هذه المسألة في مجلس الوزراء فكل وزير هو مسؤول مسؤولية كاملة عن كل ما يتعلق بالحكومة وعليه ابلاغ الرئيس بها بمجرد سماعه بها حيث درهم وقاية يحقق الوقاية افضل من قنطار علاج وهو افضل من كل البيانات التي تغرف الحكومة في التفاصيل وتبتعد كليا عن المبدأ.. وافترض ان وزيرا واحدا كان يمكن ان يقول للرئيس او لمجلس الوزراء انه لو كان السجين ابنه اوشقيقه وهو مسجون في قضية وان الاطباء يؤكدون له ان ابنه هذا او شقيقه سيموت حتما لانه لا علاج له في الاردن وان الترياق موجود في الخارج فان هذا الوزير سيؤكد امام مجلس الوزراء والرئيس انه لن يوافق على سفره وفق امانة المسؤولية والنظر للقضية من حيث المبدأ، وهذه هي الحقيقة في هذه المسألة وكل ما عداها تفاصيل لا قيمة لها خاصة ان الشيطان يكمن في التفاصيل!!