قوك... يا أردن



أحيانا استمع لبرنامج صباحي عبر اذاعة محلية اسمه (قوك يا أردن)...وهو تكرار لما يقدمه الزميل محمد الوكيل عبر روتانا من حيث الشكل والمضمون...وربما لايوجد فيه أي اضافة تذكر...ولكن السؤال الذي أود طرحه هل الخطاب الجماهيري سواء عبر الاذاعة أو التلفزيون يحتاج لهذا الكم من الاغراق في الخصوصية؟

يقال أن الشيء حين( يزيد عن حده ينقلب ضده)....وأنا استغرب من قضية الدفاع المحموم عن الأردن لدرجة حين استمع لهذا البرنامج اشعر أن المذيع يبث من وراء متاريس..وثمة أعداء يتربصون بالأستديو وقد يتخلل البرنامج مقذوفات صاروخية وأحس احيانا ان المايكريفون مسلح وطاولة المذيع محاطة برادارات وثمة فرق استشهادية جاهزة.

وأحيانا تندلع (هوشة)...وأجزم أنه يوجد داخل الأستديو (جاعد) وبعارين بأنتظار النحر.....

حين أطل الزميل محمد الوكيل عبر الاذاعة قبل سنوات لم يمارس وطنية زائدة عن الحد بل مارس فطرية طبيعية وليست مصطنعة..ولهذا أحبه الناس واستمعوا له كون الفطرة تعني الصدق....وقد مارس الانفعال العفوي غير المصطنع وداعب مشاعر الأردني وصدق معه..وثمة تقليد احيانا لهذا النمط دون تقديم أي اضافة تذكر على الشكل أو المضمون.

الوطنية ليست انفعالات عبر المايكريفون وهي ليست اغراقا في اللهجة البدوية والحرص على الوطن لا يأتي عبر التهديد والوعيد....ولا يأتي عبر الصراخ وشتم حالة أو مسؤول أو شتم جهة أو جماعة.

لا أعرف هل تشمل الاستراتيجية الوطنية التي أعدتها الحكومة مؤخرا رقابة خاصة وصارمة على الاذاعات..وهل تشمل تشذيب المايكريفونات وهل تشمل ايضا منع الاعتداء على برامج مثل (مع الوكيل بصراحة) وسحب النموذج ومحاولة تقليده بشكل مؤذ.

احيانا وانا استمع لهذا البرنامج احس أنك يجب أن تحمل (شبريه)..ومن الممكن أن تتسلح (بالربابه)....ويجب أن تكون وجبة الافطار (سمن بلدي) والبث يجب ان يتم من تحت (فروه)....والمستمع عليه أن يجلس على (فرشة صوف)....

أين ذهبت ضياء العوايشة؟..لا أعرف ولكني أظن أنها مثلما شكل الوكيل نموذجا في الأعلام المسموع هي الاخرى شكلت نموذجا ناجحا أيضا.