60 ألف متفرج

أخبار البلد-

محمد جميل عبد القادرر

مشهد معبر أن ترى 60 ألف مشجع يتابعون مباراة ودية بين منتخبين كرويين شقيقين هما منتخب النشامى ومنتخب أسود الرافدين.


المباراة استضافها ستاد جذع النخلة بالبصرة الذي امتلأ عن بكرة أبيه بحضور رسمي يتقدمه الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم ووزير الشباب العراقي ورئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم.


المباراة جرت وسط حضور إعلامي عربي كبير نجحت نجاحا كبيرا ستفتح الآفاق للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، لكي يعيد النظر نهائياً في قراره في عدم إقامة المباريات الدولية في العراق.


الفضل لله في كل شيء لكن للأمانة والواقع، فإن الأمير علي بن الحسين الذي حضر المباراة في البصرة له فضل كبير في تحويل الأمل إلى واقع، عندما وافق على نقل المباراة من عمان إلى البصرة مقنعاً الاتحاد الدولي بهذا الأمر، الذي لن ينساه عشاق الكرة وأصحاب القرار الكروي والسياسي في العراق، التي تستطيع أن تقول إن كرة القدم هي الوسيلة المثلى لتوحيد كل العراقيين من كل الأطراف لكي يتوحدوا حول هدف واحد مشترك يجمعهم ولا يفرقهم.


وقد تابعنا ذلك في مناسبات سابقة خاصة العام 2007 عندما فاز المنتخب العراقي ببطولة كأس آسيا لكرة القدم، فاحتفى كل الشعب العراقي بكل أطيافه بهذا الفوز الكبير وهي المرة الأولى التي تحدث منذ العام 2003.


لقد أكد الأمير علي جانبا مهما، وهو توطيد العلاقات الكروية والإنسانية الواقعية بين الأردن والأشقاء العرب كافة وأيضا جسور الثقة بين كل العرب، ولذا فإن هذه المبادرة ستسهم في ترسيخ العلاقات الرياضية والكروية بين العرب جميعا، ولهذا نقول إنها حققت مكاسب رياضية وسياسية مهمة.


هذه المبادرة للأمير ذكرتني بمبادرة أخرى كانت لمسة من السحر على الأسرة الكروية المصرية عندما توجه الأمير من عمان إلى القاهرة مشاركا أسرة الفقيد المدرب الفذ محمود الجوهري والأسرة الكروية المصرية العزاء والحزن، ما ترك آثارا إيجابية عميقة كنت أسمعها وما زلت كلما التقيت بمسؤول كروي أو زميل إعلامي مصري حتى الآن رغم مرور سنوات على ذلك.


بناء علاقات راسخة لا تتم إلا بأفعال ذات مستوى رفيع تعزز هذه العلاقات وتجعلها جزءا من التاريخ.