كازينو غيت الاردن: السكرتيرات كان لهن دور بارز بكشف التجاوزات ووزيرة السياحة فضحت قصة غياب ملف الاتفاق على انشائه من السجلات

من بسام البدارين: وزيرة السياحة الاردنية السابقة واللامعة مها الخطيب التي هاجمتها صحافة اسرائيل بقسوة طوال سنواتها الثلاث في وزارة السياحة الاردنية هي التي كشفت عن اطرف مخالفة بيروقراطية تتعلق بملف الكازينو الذي ما زال يثير الجدل من حيث تفاصيله الغريبة في الساحة الاردنية.
والقصة بدأت عندما تلقت الوزيرة الخطيب عندما كانت تعمل مع حكومة الرئيس نادر الذهبي عام 2008 اتصالا هاتفيا من رئيسها يسألها فيه عما اذا كانت وزارة السياحة تحتفظ بملف اتفاقية موقعة مع مستثمر عراقي كبير لاقامة كازينو في منطقة البحر الميت.
وقد اكتشف الذهبي ان مقر رئاسة الوزراء لا يحتفظ بسجلاته وخلافا للقانون والتقاليد بأي نسخة من اتفاقية الكازينو وعندما بحثت الوزيرة الخطيب عن الملف وجدت ان مقر وزارتها هو الاخر لا توجد فيه هذه الاتفاقية التي اختفت عن الانظار.
لكن الخطيب وكونها مسيسة وابنة تنظيمات سياسية سابقا لاحقت الموضوع لتكتشف الخلفيات، فتوصلت الى الحقيقة التي تقول بان الوزير الذي سبقها ووقع الاتفاقية لم يودع وثيقة الاتفاقية في السجلات الرسمية وآثر الاحتفاظ بنسختها الوحيدة في منزله والاسباب مجهولة.
وبعد ابلاغ الذهبي بالامر اتصلت الخطيب رسميا بالوزير السابق للسياحة اسامة الدباس وطلبت منه احضار نسخة الاتفاقية بصفة رسمية وبدون مماطلة وسبب اصرار الخطيب على الامر كونها قبل الوزارة رفضت التوقيع بصفتها عضوا في مجلس السياحة الاعلى على قرار يصنف الكازينو ضمن المهن المسموحة بموجب التراخيص.
ويبدو ان التحقيقات التفصيلية في هذا الاطار اخرجت الكثير من ألغاز واسرار الامر عبر فئة من الموظفين الصغار لا ينتبه لها الكبار بالعادة وهي فئة السكرتيرات والطابعات حيث اظهر حسب مصادر مطلعة استجواب اطقم السكرتاريا التابعة للوزراء ولرئاسة الوزراء الكثير من الاخطاء والعيوب التي تدلل على حصول شكل من اشكال الفساد الاداري على الاقل في ملف الكازينو.
ومن المرجح هنا ان احدى السكرتيرات اشارت مثلا لطباعتها لاحد الكتب الرسمية بدون تسجيل المذكرة الرسمية بأوامر اعلى بطبيعة الحال، فيما يبدو ان سكرتيرة اخرى افادت بحصول تلاعب في تاريخ احد الكتب التي طبعتها المتعلقة بملف الكازينو. ويبدو ان موظفي الادارة والسكرتاريا الذين يرافقون بالعادة كبار المسؤولين كان لهم دور اضافي بالكشف عن الكثير من الوقائع، فأحدهم تحدث عن مظاهر الارتياح التي شعر بها مسؤول كبير فور الافلات من نقاش ملف الكازينو بأقل الكلف، واخر اعترف بأنه لم يسجل وثيقة رسمية حسب الاصول.
وحتى السكرتير الخاص للرئيس معروف البخيت في ذلك الوقت وازاء حديث المواقع الصحافية المحلية عن ادوار السكرتاريا اضطر لاصدار توضيح صحافي مقتضب قال فيه انه لا يعلم شيئا عن ملف الكازينو الا من خلال وسائل الاعلام.