الكناري الأعمى.. وأمير المؤمنين



كان للعرب الاندلسيين أيام جزر الخالدات في الأطلسي، ملاحظاتهم المثيرة لدهشة المؤرخين فعصافير الكناري حين كانت تصاب بالعمى، تغرّد أجمل، وأعلى، وأعمق. والملاحظات ذاتها يعرفها أصدقاؤنا الإسبان في جزرهم المعروفة بعد أن أضاع المرابطون الأندلس، وبقي لديهم أمير المؤمنين.


ولعمى طيور الكناري الصدّاحة مساحة على خارطة الوطن، في ظل عبدالله الثاني الممدود، وعلى وقع خطى جنوده، صانعي أمن الوطن، والقادرين على خلق أجواء الخير، للملايين الذين يملأون كل شبر في وطننا.

أمس كنّا نشهد صوراً للبلد العربي الوحيد المكتفي بمائه، وكان مشهد النفايات، وطفح المجاري يملأ صور التلفزيون. ففي لبنان سوريون ومصريون أيضاً، لكنَّ عبدالله الثاني وإدارة الدولة، قدمت للملايين العشرة بيئة صحية، وماء نظيف، حتى نكاد ننسى أن «الضيوف» لهم حصة من كل شيء.

والناس في بلدنا مدللون.. فالشارع يمكن أن يستقبل الرصاص الاحتفالي المتساقط على الرؤوس، ويستقبل ملايين السيارات وهناك مدارس كلفتها، على طلابها، تتجاوز أرقام الفقر والبطالة التي تكاد توازي شعارات البلد القادر على عقد قمة عربية.. في وطن عربي لا مكان فيه لغير الدم والحقد والتشرّد.

في مسيرة الوطن المظفرة، يملأنا الفخر والاعتزاز بما تحقق ويتحقق. ولجيش سيدنا كل هذه القدرة على اليد القابضة على مصائر المنطقة، وحياة ابنائها، وكرامة الإنسان ونومه كما يقول المصري.. علي براح.

كان الكناري الأعمى يغني أحلى وأعلى وأكثر حلاوة. فالظلمة حول أحداقه المطفأة تعطيه هذا الأمن والأمان.. ليملأ الأجواء غناءً، وفرحاً ودفئاً.