ارقــام «راصــد» الانتخابية الصادمة !


مطلوب التوقف طويلا عند الأرقام الصادمة التي خرج بها مركز «راصد» حول اتجاهات الرأي العام ازاء العملية الانتخابية المقبلة للبلديات واللامركزية، الارقام تحمل دلالات تحتاج الى جلسة عصف فكري مبكر بين اصحاب القرار ودراستها بعمق بعيدا عن السلبية ومحاولات التشكيك التي قد يطرب لها البعض احيانا .

نعم علينا النظر بعمق لهذه الارقام وخاصة تلك التي تتعلق بنسب الممتنعين عن المشاركة التي في حدها الادنى تبلغ 58 في المئة وفي حدها الاقصى 79 في المئة وهي ارقام تجعلك تفكر بالرسائل التي تحملها اتجاهات الرأي العام وخاصة في انتخابات طابعها العام خدمي ويمس قطاعات عريضة من الناس في تفاصيل حياتهم اليومية .

والغريب في الامر ما تشير اليه خلاصات الاستطلاع الى تدني نسبة المواطنين الذين لم يحسموا الامر بعد الى نسبة 12.4 في المئة وان من اسباب عدم المشاركة كانت الاتجاهات تدور حول عدم الثقة في المجالس المنتخبة وعدم وعي بالاطار القانوني لللامركزية ومنهم من امتنع عن ذكر الأسباب، أو لا يرغب بالافصاح عن هذه الاسباب .

لا نحمل نتائج استطلاع «راصد» ما لا تحتمل لكنها قراءة مبكرة تحمل في طياتها جس نبض لمستوى اتجاهات الشارع، وتتطلب من اصحاب القرار اخذها بعين الاعتبار ومحاولة المبادرة الى رسم سياسات جديدة تقرأ جيداً المخفي ما بين السطور ،والبدء في تشغيل ماكينة فاعلة تقوم على الشفافية وايصال رسائل مبكرة للناخبين تحفزهم نحو المشاركة وعدم الاكتفاء بالرهان على عامل الوقت وبناء التحالفات .

اظنها رسالة صامدة لكنها تحمل في ثناياها اشعارات مشفرة يمكن قراءتها في كل الاتجاهات ويمكن البناء عليها نحو اتجاهات جديدة في الوقت المتبقي حتى الخامس عشر من اب المقبل.

ترى هل هناك من يقرأ او هناك من وصلته الرسائل المشفرة التي اطلقها استطلاع « راصد» والذي لا نشك بحرفيته ومهنيته في استخلاص النتائج وتقديمها وفق معطيات دقيقة.