الظلم في التعيينات؟

 

 


في هذا الوطن الطيب يتساءل الكثيرون خصوصا من فئة الشباب لماذا «محمد يرث ومحمد لا يرث» مع أن الثاني لديه مؤهلات علمية أفضل من الأول ومتميز في دراسته وتقديراته العلمية.

هذه المقدمة نسوقها لنستعرض رسالة أحد الشباب التي وصلت إلى بريدي الإلكتروني والتي تنضح بالمرارة والإحباط.

صاحب هذه الرسالة شاب من قرية البويضة في لواء الرمثا يحمل شهادة الماجستير في العلوم السياسية بتقدير جيد ويتقن اللغة الإنجليزية وعمره اثنان وثلاثون عاما.

يقول هذا الشاب في رسالته بأن المحسوبيات لم تترك له ولغيره شاغرا وظيفيا واحدا ولو علم بأن هذا مصيره لرسب في امتحان التوجيهي ولعمل أي عمل مثلما حصل ويحصل مع الكثيرين الذين يستهزؤون به وبشهادته على حد تعبيره.

ويتساءل هذا الشاب بمرارة: لماذا أصبح الرسوب عنوانا للنجاح في بلدنا ولماذا تحول العلم إلى ظلام على صاحبه؟. ولماذا تنتشر المحسوبيات فتخلق الوظائف لمؤهلات التوجيهي أو البكالوريوس بدرجة مقبول في بعض الوزارات أو الجامعات الرسمية؟.

ويمضي هذا الشاب في رسالته التي تقطر بالمرارة والألم قائلا بأن ترتيبه الأول في ديوان الخدمة المدنية منذ أربع سنوات لكنه ما زال حتى الآن لم يحصل على أي وظيفة مع أنه بحاجة ماسة للعمل فهو كما يقول يجلس محبطا أمام والده الذي صرف عليه كل ما يملك وقد تجاوز عمره الستين عاما ولا يستفيد من أي راتب تقاعدي يعينه على شيخوخته.

ويختم هذا الشاب رسالته قائلا بأنه فكر أكثر من مرة بالانتحار لكن ما منعه من ذلك هو إيمانه القوي بالله وحبه الكبير لهذا الوطن الطيب ومليكه الإنسان.

هذه المعاناة التي يعيشها هذا الشاب تنطبق أيضا على الكثيرين من شبابنا الذين حصلوا على أعلى الشهادات لكنهم لا يجدون فرصة عمل في الوقت الذي يتخرج فيه بعض أبناء المتنفذين ويعينون بعقود استثنائية.

إن الشعور بالظلم من قبل أي مواطن هو شعور قاس جدا لأن هذا الإنسان يشعر أن غيره قد اغتصب حقه وهذا الشعور يجب ألا يسود في بلدنا على الإطلاق لأننا جميعا أبناء دولة واحدة وأبناء وطن واحد ويجب أن توزع مكاسب التنمية بالتساوي على الجميع فلا يأخذ أحد حق غيره ولا يتجاوز أحد على أحد وتكون العدالة هي المبدأ الذي يجب أن يسود بين الجميع.

اسم هذا الشاب وعنوانه بحوزتنا.