أما حان الوقت لتصويب الأخطاء ؟؟؟؟

منذ بداية ثورات الربيع العربي ونحن أمام حملة شعواء لتغذية المشاعر بالكراهية والعدائية والتشنج، بطرق وأساليب مختلفة، فمنها ما تم بالتحشيد وتوتير الاوضاع عبر صفحات الفيس بوك وتويتر والصحافة الالكترونية من خلال التعليقات التي تستهتر بمواقف وأراء الاخرين وترفض قبول الاخر، لترسيخ ‘‘نظرية جورج بوش الابن‘‘ من ليس معنا فهو ضدنا، ونشر ثقافة البلطجة الغريبة على مجتمعنا الاردني لتصبح هذه الفئة تتحكم بالمشهد العام، وتنجز كل ما يطلب كما يرغب من يوجهها، وشعروا انهم اصبحوا وكلاء رسميون يتصدرون المشهد ويستعرضوا عضلاتهم أمام الجميع، ولا يترددوا من التعبير عن منطقهم المتخلف في الجلسات العامة، دون أن يتصدى لهم أي مسؤول، ويقال لهم نحن لا نعيش في شريعة الغاب بل في دوله مؤسسات ويحكمنا دستور وقوانيين يجب أن تحترم، ونتعاطي مع التحديات والمصاعب برجولة وأقتدار بالحجة والبرهان وبأساليب حضارية نشأنا وتربينا عليها .

      ونتيجة تقصير اعلامنا الرسمي بتغطية زيارة جلالة الملك لمحافظة الطفيلة وعدم توضيح الصورة بمهنية ومصداقية، ليترك الساحة فارغة للتشكيك والتأويل، حتى أُسيئ لاهلنا بالطفيلة وشعروا أن هناك تشكيك بولاءهم وانتماءهم، الذي لا يشك به الا جاهل أو مغرض بقسط الفتنة، فهاجم بلاطجة مكتب وكالة الصحافة الفرنسية ظناً منهم ان هذا هو الأسلوب الامثل والانجع للتعبير عن الأنتماء والولاء وللدفاع عن صحة موقفنا وحفظ حقنا واصلاح حالنا، لكنهم كانوا ملوثين الوجة الجميل الذي تعبنا كثيراً ليكون ناصعاً، حتى أصبحنا مضطريين لترقيع هذا المشهد الذي كان جميلاً، فتداعت الحكومة برئيسها وناطقها الرسمي لشجب ما حصل، فاستنكر رئيس الوزراء، ما تعرض له مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في عمان مساء الاربعاء, ووصف وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ما حصل بـ "المشين والمعيب", وقال ان ما حصل يضر بسمعة الاردن ويشوه وجه الاصلاح، وقد صدق معالية .

 والان وبعد الرسالة التي وجهها رئيس مجلس ادارة وكالة الانباء الفرنسية لدولة لرئيس وزراءنا، مخاطبة بلغةٍ فوقية وأستعلائية، ومعة كل الحق، ونحن يجب أن نسكت لأن ما حصل عيب، حيث شعرت بالاهانة والغصة وأنا أقرأ الرسالة كما شعر كل اردني مخلص يرغب بأن تكون صورته الاردن أجمل وأبهى، وهنا يحق لنا أن نسألهم، كسبنا أم خسرنا نتيجة هذا التصرف المشيين والتعبير الغوغائي ؟؟ وبعد الفشل الذريع لمثل هذه الأساليب في التعبير عن حب الوطن، اليس من الواجب أن نعترف بأن ما حصل ليس تعبيراً عن الحب وانما جريمة بحق الوطن ، أي ‘‘ان من الحب ما قتل‘‘ ويجب أن نعرف ونحاسب من كان وراء اساءة العلاقة مع هذه الوكالة وغيرها ومع من يمثلها في الاردن، الاعلامية الكبيرة والبطلة الوطنية السيدة رندا حبيب كما كانت تُوصف، وهي من اسست علاقة قوية مبنية على الود والاحترام ولفترة طويلة مع الدولة الاردنية وقيادتها انطلاقا ومن واجبها الوطني والمواطنة الحقة .

اصبح من المهم أن يدرك المسؤولون أن ترك الساحة مفتوحة لمثل هذه التصرفات المخلة بروح القانون والتي أساءت لسمعة وصورة الوطن، ستجرنا الى الانفلات والخروج حتى على هذه الرعاية التي توفرت لهم، ليصبحوا “رقماً صعباً” في المشهد السياسي ويحتلون دور الدولة ومسؤوليتها، طالما أنّها لم تعد تمتلك صوتاً عاقلاً يحذّر من خطورة الانزلاق إلى هذا المستوى .

واصبح مطلوبا الآن، محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم المرتكبة بحق الوطن، وهم معروفون ويعملون بوضح النهار، وقد عبأوا وحشدوا وتوعدوا، ولا بد من وقف من يدعمهم من داخل الدولة وخارجها ويشد على أيديهم، لنعيد ما خسرناة من احترام العالم لنا ولنهجنا الديمقراطي ونثبت مصداقيتنا في طريق الاصلاح ومحاربة الفساد وسيادة القانون .

المهندس سليمان عبيدات             

Sof.60@hotmail.com