حصيلة جولة ترمب في المنطقة


كان السيد دونالد ترمب اثناء خوضه معركة الانتخابات الامريكية ضد السيدة هيلاري كلينتون يدلي بتصريحات وآراء أعلى من جبال هملايا. ولم يتوان في حملته الانتخابية عن اطلاق صواريخ..ضد اعداء امريكا وضد حلفائها فلم يكترث بوصف دول الشر..كوريا الشمالية وايران وسوريا. وذكر حلفاءه بانه لا توجد حماية امريكية مجانية. فعلى الدول الغنية دفع ثمن حماية الجيوش الامريكية..وخص بالذكر المانيا والمملكة العربية السعودية واليابان.ولم ينس الطفل المدلل اسرائيل.. فبشرهم بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى (اورشاليم ) القدس الشريف باعتبارها عاصمة اسرائيل الابدية.

نجح ترمب واصبح رئيسا لامريكا فهل جاء وقت تنفيذ وعوده الانتخابية..؟

ماذا فعل من اجل سوريا..؟ وهل سينقل السفاره الامريكية الى اورشاليم القدس..؟ وماذا عن الحلف العربي الاسلامي الامريكي الجديد..؟

الرئيس الجديد للعالم اراد ان يعيد الولايات المتحدة الى ابهى عصورها خاصة وان القوات المسلحة الامريكية اخذت نومة المحارب.. اثناء حكم الرئيس (اوباما) الذي سحب القوات الامريكية من المناطق المشتعلة في العالم واهمها الشرق الاوسط. فقد سحب قواته من العراق ومن افغانستان وكان حريصا على عدم الزج بقوات امريكية الى المستنقع الملتهب في سوريا.

امر ترمب باطلاق 59 صاروخا من نوع (توماهوك)من البوارج الامريكية الراسية في البحر الابيض المتوسط على القاعدة الجوية السورية قاعدة (الشعيرات ) وهي التي انطلقت منها الطائرات السورية المحملة بغاز (السارين) وألقته على مدينة(خان شيخون) في ريف ادلب وتسببت في مجزرة بشعة فقتلت 100 من الاطفال والنساء العزل وجرحت 160 اخرين مما اثار شعور العالم كله ضد النظام السوري.

ومن هنا بدأ ترمب اولى غزواته ضد سوريا فبعد اطلاق صواريخ(توماهوك) انتهت الحرب بالوكالة في سوريا وانتهى دور الدول المركزية واصبحت الدول الكبرى الولايات المتحدة وروسيا وجها لوجه في حلبة الصراع السورية.

وهاجم وزير الخارجية الامريكي (ريكي تيلرسون )في خطاب شديد اللهجة روسيا وقال يجب على روسيا ان تكف عن مساعدة الاسد وان الاسد ليس له دور في حكم سوريا في المستقبل.

ثم وجه (ترمب) اهتمامه ليضرب (الارهاب) في سوريا فاهتم بضرب قواعد داعش او الدولة الاسلامية وعاصمتها مدينة (الرقة)فاعطى الاكراد اسلحة ثقيلة وقرر ان الاكراد سوف يهاجمون مدينة الرقة.

اما عن نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الي (اورشاليم) القدس الشريف باعتبارها العاصمة الابدية لدولة اسرائيل ومن قبلها لليهود فقد تردد الرئيس الامريكي في ذلك وربما تريث في هذا الموضوع لشدة حساسيته بالنسبة للعرب والمسلمين.

الرئيس الامريكي الاسبق بوش الابن اطلق مقولة حل الدولتين احداهما لليهود والثانية للفلسطينيين على حدود الرابع من حزيران سنة 1967 بجانب دولة اسرائيل بحدودها الحالية.واستمر رؤساء امريكا على هذا الحل سواء الرئيس كلينتون او الرئيس اوباما الا انه لم ينفذ على الارض.والسبب رفض اسرائيل باستمرار فهي لا تريد اعطاء الفلسطينيين دولة على ارض اسرائيل التوراتية التي وردت في التوراة فهي :- (من النيل الى الفرات ارضك يا اسرائيل ) كما هو مكتوب على جدران (الكنيست) البرلمان الاسرائيلي.

والحقيقة ان هذا ما نص عليه اتفاق (اوسلو) بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل الموقع سنة 1993 ولكن المفاوضات بين الجانبين جرت في امريكا وفي اوروبا وفي اسيا وفي افريقيا ولم يصلوا الي تحقيق الدولة الفلسطينية بسبب تعنت اسرائيل الدائم فهي التي تملك القوة بينما المنظمة ليس لها انياب تقاتل بها.

جاء دور الرئيس (ترمب) لحل الصراع المستعصي في الشرق الاوسط والذي يهدد مصالح الولايات المتحدة.. ونحن نعلم ان ترمب رجل الصفقات التجارية فهو ملياردير ورجل اعمال.. وليس سياسيا.ولكن المستشارين اليهود يشكلون حلقة محكمة حوله ويضعون الاراء الاسرائيلية في فمه بسرعة.

ومنذ البداية قال (ترمب) امام ايباك (الجمعية الامريكية اليهودية) يجب على الفلسطينيين ان ياتوا الى طاولة المفاوضات مع اسرائيل وهم يعلمون ان الروابط بين الولايات المتحدة واسرائيل غير قابلة للكسر. ونحن نعلم موقف جميع الرؤساء امريكيين تجاه اسرائيل بل ان هيلاري كلينتون صرحت اثناء الانتخابات الرئاسية لا يمكن لاي رئيس امريكي ان يكون محايدا فيما يخص امن اسرائيل.

قرر (ترمب) زيارة المملكة العربية السعودية ثم اسرائيل ثم الفاتيكان، وكان اختياره لزيارة السعودية في اول رحلة له معنى خاص يدل على اهمية السعودية في العالم العربي والاسلامي من منظور( ترمب)ولا ننسى دور ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.اثناء زيارته الى واشنطن واجتماعه مع الرئيس ترمب فقد عرض عليه هذه الفكرة.وحولها ترمب الى صفقة..ويبدو ان ترمب يرغب في اصطياد اكثر من عصفور بحجر واحد فهو يرغب في انشاء حلف عربي اسلامي امريكي جديد في المنطقة بهدف تحقيق عدة اهداف هي:-

اولا :- اعادة هيبة الولايات المتحدة الي المنطقة بعد ان فقدتها اثناء حكم اوباما.

ثانيا :- تاكيد اواصر الثقة مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة بعد ان تركهم اوباما وابتعدت امريكا عنهم. وسكتت عن الاعمال العسكرية الايرانية في المنطقة.

ثالثا:- توقيع معاهدة سلام (اسرائيلية فلسطينية) عربية اسلامية مشتركة.

رابعا :-زيادة التعاون العسكري والاقتصادي بين الولايات المتحدة واعضاء الحلف الجديد.

خامسا:- تزويد القوات المسلحة السعودية والخليجية باسلحة متطورة قدرت قيمتها بمبلغ 300 مليار دولار لمحاربة الارهاب خاصة حركة داعش واخواتها

سادسا:- وقف الاعمال العسكرية (الايرانية) في الدول العربية واجبارها على سحب قوات الحرس الثوري الايراني وباقي الميليشيات الشيعة من سوريا واليمن.

واضح مما سبق المصلحة الثلاثية من هذا الحلف. فالفائدة الاولى تعود الى الولايات المتحدة من بيع الاسلحة وتصدير المنتوجات الامريكية الي دول التحالف.كما ان دول الحلف ترتاح من التهديدات الايرانية بوجود الولايات المتحدة بقوتها فهي القوة الاولى في العالم مما يعيد ايران الى حجمها الطبيعي.

واما المستفيد الثالث من هذا الحلف فهو اسرائيل فاذا تمت معاهدة السلام بموافقة اسرائيلية فان جميع دول الحلف سوف توقع معاهدات سلام وتطبيع مع اسرائيل.

الذي غضب من هذا الحلف المقترح هو (ايران) فهي خارج اللعبة بل اصبحت مستهدفة لذلك سارع المسؤولون فيها الى التهديد والوعيد.فقد هددت ايران بضرب اسرائيل والاسطول الامريكي المتواجد في الخليج.ثم قال (مجتبي ذر النور ) ان اي اعتداء امريكي على ايران سيقابل بضرب تل ابيب بالصواريخ الايرانية في 7 دقائق.واخيرا حذر قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الايراني العميد (اسماعيل حاجي زاده) ان صواريخ ايران سوف تباغت الاعداء اذا اخطأوا في الحساب.وهكذا تعيش ايران في ارتباك لا تحسد عليه.

SUFIANSHAWA@GMAIL.COM