الجبهة الإيرانية السرية

سألت السفير الايراني في جاكرتا: كم عدد الشيعة في اندونيسيا؟

قال لي: إن عددهم في تزايد، وهو يزيد على عدة ملايين، يتوزعون على مقاطعات ومدن اندونيسية ابرزها سورابايا وملانغ وسومطرة وسولاويزي وسامارانغ !!

وأضاف: لا تنس سعادة السفير، ان «باساي» اول دولة اسلامية، في اندونيسيا، اسسها الشيعة.

لم اسمع بمصطلح «سنّة وشيعة» الا بعد ان اشتعل رأسي شيبا. وعندما قدمت اوراق اعتمادي الى سيلابان راماناثان الرئيس السنغافوري، سفيرا غير مقيم لبلدي لدى سنغافورة، طلب مني البقاء وبعد انتهاء مراسم تقديم السفراء العشرة اوراق اعتمادهم نودي عليّ للقاء الرئيس الذي سألني:

هل يمكن ان تشرح لي سعادة السفير، ما هي قصة السنّة والشيعة، في الشرق الاوسط؟

قلت له: فخامة الرئيس لقد اصبح شعر رأسي شديد البياض ولم اسمع بهذا المصطلح الا مؤخرا.

واضفت: انه تقسيم مختلق، تصطنعه الانظمة السياسية لاغراض سياسية.

ولما زارني السفير الايراني في وزارة الشباب مباركا في اذار 1996 عرض ان نقيم علاقات شبابية بين ايران والاردن في الحقول العلمية والثقافية والرياضية من خلال مذكرة تعاون.

قلت : يا سعادة السفير، الفكرة جليلة لولا انها ستستغل استغلالا أمنيا ومذهبيا، ولذلك فانني استحسن ان لا نمضي في مقترحك.

قال مندهشا: كيف ولماذا ؟

قلت: سنوقع مذكرة تعاون بيننا وسترسل لي 20 شابا وفتاة من الحرس الثوري والمخابرات الايرانية - الـ «فافاك» - وسنرد لكم الهدية باحسن منها وسنرسل اليكم بالمقابل كوكبة من «طيور شلوى».

سفير ايران لدى اندونيسيا قال لي ان عدد الشيعة في اندونيسيا بالملايين، وهذا صحيح فهناك معاهد ومؤسسات تعكف على زيادة عددهم مثل معهد الهادي والمطهري والباقر والكاظم والجواد ومجلة الاشراق التي تصدر بلغة اندونيسيا «البهاسا».

كما ان التجنيد يتم بأعلى الوتائر.

يتم انتقاء الشباب والشابات النابهين من اوساط سنّة اندونيسيا وارسالهم الى سوريا ثم الى قم حيث يخضعون الى برامج ومناهج مذهبية مكثفة فيتحولون من طلبة الى دعاة ويتم تزويج الشباب بالزينبيات والشابات بالزينبيين وهم مجهولو النسب والاباء الذين تتم حضانتهم وتربيتهم في الحوزات الشيعية ويتم الحاقهم عندما ينضجون عمرا ومذهبا، بالحرس الثوري والمخابرات والمهام الايرانية الخاصة.

لقد انفجرت الاوضاع بين السنة والشيعة وحدثت صدامات دموية في جزيرة مادورا سمّاها السنّة «الجهاد ضد الشيعة» !! نعم، وصلت حماقات التعديات الايرانية المذهبية الى تلك الحدود التي لا نريدها ولا نقبلها.

ولقد انتبه عقلاء القوم في اندونيسيا الى الفتنة التي ستندلع بسبب هذا التعدي المذهبي فشكلوا عام 2011 مجلس السنة والشيعة «محسن» لتطويق ما يجب تطويقه بين ابناء الدين الواحد.

نحتاج اليوم الى «المجلس العربي الايراني» لترشيد وتطويق هذه الانفلاتة التوسعية الامبراطورية الفارسية التي تتلطى خلف المذهب، إذ لا يمكن للأمة العربية أن تكتفي بشتم النظام الايراني وأن تدعه يفوز بالإبل.