حيــن تكــون الأسئلة خاطئة !!


من أصعب الاسئلة التي توجه الى مثقف عربي او ناشط : ما الهديل او ما الحل ؟ وكأن من يوجه اليه السؤال يحمل سلسلة تتدلى منها مفاتيح لتجريبها في الاقفال ..

ما يغيب عن السائلين هو ان هناك اسئلة لا اجابة لها؛ لأنها تحتاج تبعا لما يقوله التوسير الى اعادة صياغة، ولدينا في عالمنا العربي ركام من الاسئلة التي تحتاج بالفعل الى اعادة نظر، ويتحمل الاعلام العربي مسؤولية هذا النمط من الثقافة التي يحلّ فيها اليقين مكان المساءلات .

ولأن النخب تعيش ايضا عزلاتها فإن الحوار انتهى الى ضجيج مُبهم، وكأنه يجري بين طرشان، ولهذه الظاهرة وأمثالها جذور في التكوينات الاجتماعية والتربوية، حيث الفرد يتصور احيانا انه محور الكون ، وان الشمس تشرق من اجله فقط، لهذا فلا نزل القطر اذا مات ظمآنا !!!

ما من قضية مهما بلغت من التعقيد تبقى عصية على التفكيك والحل، شرط ان يكون طرحها مباشرا وغير موارب وتسمى الاشياء باسمائها وليس على طريقة اياك اعني واسمعي يا جارة !

ومن يعيرون في شتى المناسبات قوى دولية بأنها مزدوجة المعايير يتناسون ازدواجية خطابهم، فهناك كلام للنهار وهمس في الليل، وخطاب لذوي القربى وخطاب مضاد للغرباء، لهذا لا يمكن لطبيب ان يفلح في مساعدة مريضه من اجل شفائه اذا كان المريض غير صادق ويخجل من تحديد مصدر الألم في جسده !

ربما لهذه الاسباب اصبحت البدائل المقترحة والحلول المتداولة اشبه بمطر في غربال، او ما نسميه في امثالنا الشعبية تغميسا خارج الصحن وقد اصبح واضحا ان ترتيب الشجون والاولويات في حياتنا يكون المهمّ فيه احيانا ما نشكو منه، لكن سرعان ما يتضح ان الأهمّ غير ذلك، فالخاص والشخصي يتقدم على العام والوطني، وما يستحق ان يكون عاجلا يصبح آجلا، وكأن هناك قطيعة او طلاقا بائنا بين القلب واللسان !!