الملك مهندس ورشة الاصلاح وكفيلها!!
انطلقت ورشة الاصلاح التي أحيل على الحكومة عطاؤها بضمانات ملكية حين قدم الملك كفالته للمشروع وحرص على متابعة خطوات انفاذه واستطاعت لجنة الحوار الوطني ان تنجز بالتوافق ما يعتبر خطوات واسعة في رحلة الألف ميل الاصلاحية..وبموازاة ذلك تعمل لجنة تعديل الدستور التي عليها أن تنجز اعمالها لتشكل مخرجاتها الاطار الذي يتم فيه العمل داخل الرواق البرلماني (تحت القبة)..
ولأن مشاريع القوانين المتكونة من خلاصة وتوصيات عمل اللجان «الوطنية» و «الدستورية» لا يمكن أن تصبح قوانين نافذة الا بعد مرورها في مجلس الامة ليقرها النواب والأعيان ثم بعد ذلك يبدأ البناء من خلالها..فإن ما يمكن ان يسميه البعض عنق الزجاجة وهو الممر البرلماني..يكثر الاجتهاد فيه..فهل ينجز البرلمان مشاريع القوانين الانتخاب والاحزاب التي أصبحت جاهزة ام انه سيجادل طويلاً؟ وهل تنفذ القوى التقليدية وقوى الشد العكسي والحرس القديم ومناوئو التغيير والاصلاح من خلال مجلس النواب أم ان اغلبية المجلس ستكون قادرة على انتاج هذه القوانين بكلفة سهلة هي ثمن الايمان بالاصلاح والاستجابة لتوجهات قائد الوطن الذي يتابع بدقة ما يجري ولذا التقى أعضاء المكتب الدائم للجنة الحوار الوطني ليعرف منها ومن رئيسها طاهر المصري تحديداً حالة القرارات وأهليتها وقدرتها على النفاذ وحجم الجهد المبذول ويطمئن على الآليات والتوصيات وتوصيف الوسائل الواردة في النص..وحتى في الديباجة..ليظل المتن هو الأصل وتتراجع الهوامش لصالح الفكرة الجوهرية..
كما التقى الملك رئيس مجلس النواب فيصل الفايز وعدداً من رؤساء اللجان النيابية ليطمئن على أن التعامل مع مخرجات عمل اللجان لن ينال أحد منه بالتشويه أو الانتقاص أو الاساءة مع ادراك الملك لحق النواب في تداول ومناقشات عميقة وهادئة وموضوعية لكل جوانب العمل وحق النواب في المناقشة والاعتراض والاقرار..
ورشة الاصلاح تحتاج الى وقت ولكن الاشفاق هو أن يطول الوقت وتتمطى المحاولات وأن تعكس قوى الشد العكسي قدراتها فيه لأن ما نريده من الاصلاح هو دواء وعلاج لكثير من الأمراض السياسية والاقتصادية والاجتماعية من اجل صحة وسلامة المسيرة وتخليصها مما علق بها وما يوهنها ويضعف الاداء فيها..نعم نريد ذلك كدواء ونريده أن يصل وبسرعة وفاعلية.
الكفالة الملكية نافذة والضمانات الملكية هامة ومقدرة ولأول مرة تقترن بالخطاب الملكي الذي وضع خارطة طريق وتصورات ووصف آليات التنفيذ وقد حرض الخطاب الأردنيين على الاصلاح (حرض المؤمنين) وكان للقاء الملك مع الشباب في البحر الميت ما يشكل دفعة قوية للأمام فهم اداة التغيير ومن أجلهم يقوم وعليهم الرهان وهم من سيكونون في كفة الاصلاح وحتى من يحسمون نتائجه ويرجحونها لجهة المصلحة الوطنية..بل هم الذين سيخلصون المسيرة من أي اعاقات وقد بايعوا الملك على ذلك!!!