المعارضة والنظام في اليمن
الشعب يريد إسقاط النظام...قالها الشباب اليمنيون كما قالها معظم شعوب الدول العربية ..هذا الشباب الذي لايملك مالاً ولا تنظيما ولا خططا معدة بإحكام ولا يتطلعون إلى سلطة سوى أنهم شباب ثائر يحلم بالحرية والكرامة.
خرجوا وهتفوا سلميا فمنهم من قتل ومنهم من أصيب وصمدوا ومازالو لنيل شرف الحرية والإستقلال من انظمة حكمت عشرات السنين رغما عن الشعوب- حتى لو كانو من افضل الحكام- لكن بقي سناريو الأحزاب المعارضة يعاد في كل ثورة تقريبا وخاصة في تونس ومصر واليمن والتي تحاول أن تمطتي خيول الثورة مع الشباب فمنهم من ينسحب ومنهم من يسقط ومابدلوا تبديلا..ويبدو لي أن السبب هو ذلك الإستبسال لإستلام القيادة والأخذ بعين الإعتبار السلطة لا الشعب لكن من خلال الشعب. وهنا تعيد هذه الأحزاب نفس الجريمة والخطأ الفادح الذي يرتكبه بعض الحكام العرب عند توليهم السلطة أو عند طريقة توليهم السلطة.فقد قامت بعض الأحزاب المعارضة في تونس بمحاولة الإلتفاف على ثورة الشباب وتسلم القيادة الثورية, كما توهمت بعض أحزاب المعارضة في مصر ان تنظيمها وكثرة أعضائها قد يسمح لها بتولي القيادة وركب خيول الثورة وعدم السقوط من غير الشباب.
ويطل علينا حزب اللقاء المشترك المعارض في اليمن كسالفه, نصب من نفسه الطرف القوي في المعادلة اليمنية وكان مشاركا في مرواغة التوقيع على المبادرة الخليجية التي كان من شأنها نزع ثقة الغالبية منه بين الثوار خاصة بعد إفشال الرئيس اليمني هذه المبادرة وهذه الفرصة الذهبية للقاء المشترك بالأخذ بزمام الأمور فلم يعلم أن الكلمة للشباب وحدهم,والقرار قرار الشباب وحدهم وقرار الشهداء والمصابين والمرابطين.
القرار قرار من ليس له هدف غير الحرية والشرف والكرامة,القرار لمن ليس لهم قائد أو تنظيم.
يجب على جميع الأحزاب المعارضه في اليمن أن تنضم فعليا للشارع وتطالب بما يطالبه الثوار الشباب ليكتمل المشهد التاريخي لهذه الثورة الحضارية بكل مقوماتها. وإن لم تفعل ذلك فهي تماما ترتكب خطأ الحكام.. ولم تتعلم الدروس بعد.