الأمير علي رجل المواقف الصادقة

"فخور بأن أكون طرفا في رفع الحظر عن الاتحاد العراقي لكرة القدم بعد سنوات من المعاناة، واتطلع لأول مباراة ستقام على أرض العراق بين منتخبهم والمنتخب الأردني".... بهذه الكلمات عبر سمو الأمير علي بن الحسين رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد الأردني لكرة القدم، من خلال حسابه الشخصي على "فيسبوك"، عن مشاعره تجاه الاشقاء العراقيين.
الأمير علي بن الحسين أثبت على الدوام أنه رجل المواقف "قولا وفعلا"، حيث ثابر منذ أن كان نائبا لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن قارة آسيا، من أجل رفع الحظر عن الملاعب العراقية.. نذكر جميعا أن سموه كان على رأس وفد "النشامى" حين خاض مباراة رسمية على ستاد فرانسو حريري في أربيل العراقية يوم الجمعة 2 ايلول (سبتمبر) من العام 2011، ضمن المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014.
مرة اخرى يؤكد سموه أن دعم الاشقاء يكون بـ"الافعال وليس بالاقوال".. يؤكد الأمير علي على حق الاشقاء العراقيين باللعب على أرضهم وأمام جماهيرهم، ولذلك بادر على الفور ووافق على طلب الاشقاء بنقل المباراة الودية المتفق عليها مسبقا بين "النشامى" و"أسود الرافدين" من عمان إلى البصرة، لتقام في اليوم الأول من شهر حزيران (يونيو) المقبل، رغم ما سيتسبب ذلك من مشقة حيث الاجواء الحارة جدا في شهر رمضان الفضيل، والتغيير على برنامج التحضير، لاسيما وأن المنتخب الوطني سيسافر الى هونغ كونغ لاقامة معسكر تدريبي يتخلله مباراة ودية هناك يوم السابع من الشهر المقبل، تحضيرا لمواجهة فيتنام في هانوي يوم 13 منه، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس آسيا "الإمارات 2019".
وفد أردني كبير سيتوجه إلى العراق وعلى رأسه سمو الأمير علي بن الحسين، صاحب المواقف المشرفة والعادلة، الذي لم يتوان يوما عن دعم الاشقاء، ففتح الملاعب الأردنية لتصبح "بيتية" للمنتخبات والأندية العراقية، وفتح مجال الاحتراف في الأندية الأردنية أمام النجوم العراقية والتدريب أمام المدربين العراقيين، بل وكرّم الكرة العراقية حين عيّن المدرب عدنان حمد مديرا فنيا للنشامى قبل عدة سنوات، وفي ذات الوقت كان يناضل داخل أروقة "الفيفا" لاقناعهم بحق الاشقاء باللعب في العراق.
سموه كان أول من كسر قيود الاحتلال الإسرائيلية عن الكرة الفلسطينية، حين توجه في أكثر من مناسبة إلى فلسطين الحبيبة على رأس وفود المنتخبات الوطنية الأردنية لتخوض لقاءات ودية مع المنتخبات الفلسطينية الشقيقة، وتارة اخرى مع وفود دولية لكي تطلع على حقيقة معاناة الاشقاء من قيود الاحتلال الإسرائيلي، وفي ذات الوقت قدرتهم على تنظيم المباريات وحقهم في استضافتها، في الوقت الذي اختبأ فيه المسؤولون عن الكرة الآسيوية وراء جبنهم ومصالحهم الضيقة.
ولن ننسى فضل سمو الأمير علي فيما يتعلق بقضية "الحجاب"، عندما نجح في اقناع "الفيفا" بالسماح للاعبات الراغبات بارتداء الحجاب في المنافسات الدولية والقارية، ما جعل قاعدة الكرة النسوية في العالم تزداد وتتوسع، وأصبحت اتحادات دولية اخرى تسير على طريق "الفيفا" بهذا الشأن، نتيجة عزم واصرار الأمير علي على انتزاع الحقوق المشروعة.
نفرح لفرح الاشقاء في العراق، ونفخر بأن "النشامى" سيحل ضيفا عزيزا كريما على أهله في العراق، آملين أن يكتب لهذه التجربة النجاح في مختلف المجالات، لتكون الدليل القاطع على قدرة الاشقاء في تنظيم المباريات، وبالتالي رفع الحظر الكلي عن اقامة المباريات هناك بإذن الله.