ترامب ليس ضيفاً في بيته


أسلحة أمريكية بقيمة 300 مليار دولار فقط سيتم بيعها لدول عربية، وهي حسب الناطق الأمريكي لن تتيح بحال من الاحوال تفوقا على الكيان الاسرائيلي، وهذا يعني ايضا أنها لن توفر توازنا مع إيران التي تدعي قدرتها على تدمير الكيان، والحال على ما تناقلته الاخبار أمس محير لجهة لم كل هذه المبالغ التي لن تغير في موازيين القوى بالمنطقة، وطالما لا قدرات أساسا لشن حروب إلا ان عدنا لعصر السيف والرمح والنبال.
وحسب المراقبين تأتي الصفقة قبيل زيارة ترامب للمنطقة لحضور اجتماعات وعقد لقاءات مع زعماء، ليطل التساؤل حول تصريحاته الخاصة بالدفع الاجباري ممن يرتبطون بواشنطن بدل خدمات موزعة منها الحماية، وبطبيعة الحال فإن الدفع ليس اختياريا ولا بأس ان يكون على شكل صفقات تجارية.
ترامب في المنطقة قريبا؛ ويعني ذلك متغيرات على مسار الأزمات وأبرزها بطبيعة الحال السورية واليمنية، وكون العمل جاريا بشدة على إخلاء دمشق ومحيطها من المسلحين وفتح ملف محافظات درعا والقنيطرة لفرض واقع جديد فيها، فإن كل ذلك يتوافق مع وجود تفاهمات ما، يجري اتمامها لطي ملف سورية على اساس تقاسمي بين موسكو وواشنطن، مع الابقاء على مصالح الاطراف التي تلعب دورا منذ بداية الازمة. وكذلك الامر بالنسبة لليمن الذي أعلن فيه اول من أمس على تأسيس مجلس جنوبي انفصالي.
ترامب قال سلفا انه ليس أوباما: وهو الآن يريد إثبات ذلك، وقواته تتواجد علنا في سورية، وعززها في اكبر قاعدة عسكرية أمريكية مقامة في قطر، وليس بوارد ايران ان تصل حد مواجهة فعلية مع السعودية، ولا ان تقدم على الانتحار بتوجيه صواريخها نحو تل ابيب ما لم يكن ذلك الخيار الاخير، وأكثر الظن ان موسكو ضامنة اي اتفاق وان كان حده بقاء مستوى القوة العسكرية للأطراف على ما هي عليه، وتأمين إعادة الهدوء بدل استمرار التوتر، وكل هذا سيكون كافيا لترامب حاليا الذي يفكر بجد لحل يرضي نتنياهو في الموضوع الفلسطيني دون إثارة غضب فلسطيني.