لماذا يشتمون الوطن؟

المتصفح لمواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك يرى حالة من الغضب غير المسبوق من قبل العامة، على الوطن، نعم على الوطن، والأسباب كثيرة كما يقولون منها الغلاء والبطالة والفساد أو نكران حبيب أو صديق جاحد أو حتى بسبب مخالفة سير، وهكذا.

هم يبررون كرههم لمثل هذه الأسباب، وينسون أنهم جزء من هذا الوطن، وأن الوطن برجاله وأن الأوطان تمر بأزمات، وان الناس ليسوا كبعضهم البعض وأن الظروف تتغير، وان كان حالنا الصعب قد طال أمده، لكن لا أعتقد أن مثل هذه الأمور مبررة لتلك الحالة من الكره، إنما يجب أن تكون هذه الأسباب محفزة لحب الوطن والعمل على تجاوزها وعدم الاستسلام لها من أجل الوطن.
نحن الشعوب من نصنع مستقبل الأوطان، نحن الشعوب من نتجاوز أزمة الوطن وننتقل وإياه إلى غد مشرق، فالغلاء لا يدوم والبطالة يمكن التأقلم معها ومن ثم تجاوزها، والفساد لا بد يأتيه يوم، ونكران الحبيب يأتي حبيب غيره، والصديق الجاحد نتخلص منه، ومخالفة السير لها الله، لكن أن نكره الوطن فهذا كثير، إنما هي حالة عاطفية مؤقتة أرجو أن لا تصب في نفوس حاقدة فتنعكس سلبا على سلوك عام، ومع ذلك لا بد للحكومة وللمسؤولين في هذا البلد عدم الاستهانة بحاله «ضعف الحال» العامة التي أصابت الناس وحالة الإحباط، والبحث عن وسائل فاعلة تنقل المواطنين من هذه الحالة البائسة إلى شيء من الأمل واستشراف مستقبل مشرق، فقد آن الأوان للحكومة وللمسؤولين إشعار الشعب أنه محل اهتمام وأن الدولة تعمل من اجل المواطن لأن المواطن إذا فقد ثقته بحكومة بلده ورجالات البلد فقد ينساق، لا سمح الله، إلى أجندات تعمل على ضياع الوطن، وهذا ما لا نرضاه، بل على الجهات المسؤولة استفزاز المشاعر الوطنية من النفوس التي تكاد تصدأ من كثرة المحبطات، فإحياء نفس محبطة أكثر أهمية من عشرات المشاريع، مع أهمية المشاريع، فالكلمة الطيبة والسعي في خدمة المواطن استثمار مهم لمستقبل البلد الآمن وهو المحرك الرئيسي لأي استثمار آخر بعد ذلك.
الرابط المختصر