الكرة المصرية بعد ثورة 25 يناير.. شغب وتعصب وانفلات جماهيري

أرجع خبراء الكرة المصرية والمهتمين بشؤون اللعبة تصاعد حدة الشغب في الملاعب المصرية في فترة ما بعد قيام ثورة 25 يناير إلى عدة أسباب، بعضها متعلق بعمليات تأمين المباريات والتهاون مع مثيري الشغب، وبعضها مرتبط بروح التعصب الذي تزرعه الفضائيات الرياضية في الجماهير، وأخيراَ ثقافة الفوز والخسارة لدى المسؤولين في الأندية المصرية.

"العربية.نت" استطلعت آراء أطراف المنظومة الكروية في مصر اليوم الخميس 16-06-2011 للوقوف على أسباب تلك الظاهرة وتأثيرها على الكرة المصرية، ومصير مسابقة الدوري في ظل هذه الأجواء مع وجود حالة ترقب لدى الجميع خوفاً من صدور قرار المجلس العسكري الحاكم الآن في مصر بإلغاء المسابقة بسبب تزايد حالات الشغب الجماهيري في مباريات كرة القدم.

شغب بلا مبرر

البداية كانت مع عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري حازم الهواري الذي أكد أن إلغاء مسابقة الدوري سيكون كارثة على الأندية، مشيراً إلى أنه لا يجد مبررا لقيام الجماهير بإثارة الشغب والنزول الى أرض الملعب وإتلاف المدرجات في حال خسارة فريقها، خصوصاً في مباراة مثل أمس الأربعاء التي جمعت الاتحاد السكندري مع وادي دجلة وكان طاقم تحكيم اللقاء نمساوي وليس عربياً.


وأكد الهواري أن هذه الظاهرة من شأنها الإضرار بسمعة الكرة المصرية وإرجاعها سنوات للوراء بعدما كانت الكرة المصرية خلال السنوات الأخيرة مضرب المثل وحديث العالم.

ثقافة التخريب

أما مسؤول التعاقدات بالأهلي المصري عدلي القيعي فقد رأى بأن السبب الرئيسي وراء تفشي ظاهرة شغب الملاعب في الفترة الأخيرة بالدوري المصري هم المسؤولون في الأندية المصرية "حيث قاموا بتهيئة جماهيرهم لشيء واحد فقط هو الفوز فقط، ولا مكان لديهم للخسارة، رغم أن المنافس له نفس الطموح ولديه نفس التطلعات، وهذا مرتبط بثقافة الفوز والخسارة وبالتالي عندما يتعرض أي فريق للخسارة يكون رد فعل الجماهير هو التكسير والتخريب".

وشدد القيعي بضرورة "التصدي بحزم وقوة لكل من يتسبب في إثارة شغب أثناء مباريات الكرة"، معتبراً أن ما يحدث في الملاعب ينعكس بالسلب على الحالة الأمنية العامة في البلاد، مؤكداً على ضرورة أن "يبدأ كل فرد بنفسه ولا نلقي بالمسؤولية كاملة على الأجهزة الأمنية لأن الانضباط هو سلوك وثقافة".

يد من حديد

من جانبه، أكد المدير الفني لفريق الإنتاج الحربي أسامة عرابي أنه "بعد قيام الثورة كان الجميع متخوف من إمكانية عدم استئناف الدوري، وبعد استئنافه عمت الفرحة على الجميع لاسيما جماهير كرة القدم، وما يحدث من شغب في المباريات الآن قد يضطر الجهات المسؤولة إصدار قرار بإلغاء البطولة وهذا لو حدث سوف يكون له أضرار سلبية على الكرة المصرية بصفة عامة على اعتبار أن مسابقة الدوري هي المصدر الرئيسي للاعبين الذين يمثلون المنتخبات في مراحلها السنية المختلفة".

وطالب عرابي بضرورة زيادة عمليات تأمين المباريات والضرب بيد من حديد على كل من يتسبب في إثارة الفوضي بملاعب كرة القدم، مشيراً إلى أن التحلي بالروح الرياضية هو الحل الوحيد للقضاء على ظاهرة شغب الملاعب.

الإلغاء هو الأنسب

وأصر رئيس القسم الرياضي بصحيفة الأهرام أيمن أبو عايد على رأيه في ضرورة إلغاء مسابقة الدوري الآن "حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه"، مشيراً إلى أنه "سبق ورفضت فكرة استئناف المسابقة في ظل أن جهاز الشرطة لم يعد بكامل قوته بعد الثورة، وبالتالي لن يستطيع تأمين المباريات بشكل جيد مشيراً إلى خطورة تفشي ظاهرة شغب الملاعب وما قد تؤثر به على الكرة المصرية مستقبلاً".

فيما يرى المتحدث الرسمي باسم الاتحاد المصري لكرة القدم عزمي مجاهد أن "الإعلام الرياضي في مصر لاسيما المرئي منه وراء تكريس روح التعصب بين جماهير الأندية المصرية"، معتبراً أن "مقدمي البرامج الرياضية والإعلاميين المحرضين لهم دور كبير في تفشي ظاهرة شغب الملاعب في الدوري المحلي"، وطالب مجاهد الجهات المسؤولة بضرورة التصدي لهؤلاء حتى لايتسببون في تدمير الكرة المصرية والرياضة بصفة عامة.

وأكد مجاهد أن اتحاد الكرة واجه تحديات كبيرة من أجل استئناف مسابقة الدوري لصالح الأندية وكل العاملين في قطاع كرة القدم ولو حدث وألغيت المسابقة فسيكون المتضررون بالآلاف .