وما زالت معركة الأمعاء الخاوية مستمرة وتحتاج لمواصلة الدعم والمساندة
معركة الأمعاء الخاوية التي انطلقت في مختلف السجون الصهيونية وتتصاعد يوما عن يوم منذ ما يقارب الثلاثة أسابيع لتشمل مختلف الأسرى من مختلف أطياف الشعب الفلسطيني الذين تتمثل مطالبهم بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري، والعزل الانفرادي، ومنع زيارات العائلات وعدم انتظامها، والعلاج الطبي للأسرى المرضى، وغير ذلك من المطالب الأساسية والمشروعة ، تعطينا الدليل الواضح أن وحدة الهدف والمصير تتمثل بإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية حيث أربكت هذه الخطوة التي أقدم عليها مناضلو الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال ، العدو الصهيوني وتركته في حيص بيص في كيفية مواجهة هذه الخطوة.
لهذا فإن حكومة الاحتلال ممثلة برئيسها نتنياهو ووسائل الإعلام الصهيونية المختلفة تحاول جاهدة تشويه رسالة الأسرى أمام العالم في معركتهم الصادقة العادلة، لإظهار الأمر وكأنه مجرد خلافات داخلية مزعومة في الساحة الفلسطينية وهذا يعطينا الدليل الواضح والجلي كم يتلذذ المغتصب المحتل، بأي خلاف ناشب وينشب في الساحة الفلسطينية كحالة الانقسام الماثلة بين شطري الوطن قطاع غزة والضفة الغربية ، بهدف حرف الأنظار عن الجريمة الأساس، وعن الإرهاب الممنهج لسلطة الاحتلال ضد كل ما هو فلسطيني .
ونجاح هذه المعركة التي يقودها قرابة الالفي أسير من رفاق النضال أثار حنق تل أبيب وواشنطن اللتين بدأتا بشن حرب شعواء على السلطة الفلسطينية وتحميلها مسؤولية ما أقدم عليه الأسرى وتخييرها بين أمرين أحلاهما مر إما وقف دفع المخصصات لعائلات الشهداء والأسرى أو سن قانون من كليهما يُجرِّم المعونات حيث أنه ومنذ بدء الأسرى الفلسطينيين معركة الأمعاء الخاوية ، عمدت سلطة الاحتلال الصهيوني إلى الإعلان عن التشدّد في مواقفها، موضحة أنّها لن تُجري معهم أيّ نوعٍ من المُفاوضات. علاوة على ذلك، تحاول كعادتها دقّ الأسافين بين أبناء الشعب الواحد، زاعمةً أنّ هدف الإضراب تحضير الأسير مروان البرغوثي، لخلافة محمود عبّاس في رئاسة السلطة، وأنّ الأخير ليس راضيًا عن الخطة النضاليّة. ولشعورها بخطورة ما أقدم عليه المضربون عن الطعام في سجونها استنجدت تل أبيب بحليفتها الإستراتيجيّة، الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، وسّربت لوسائل الإعلام أخبارًا مفادها أنّ الإضراب سيؤثر سلبًا على الاجتماع المُقرر عقده بين الرئيسين دونالد ترامب وعبّاس بواشنطن في بحر هذا الأسبوع.
ويبدو من التقارير الصحافيّة الصهيونية، التي تعتمد على كبار صنّاع القرار في تل أبيب، أنّ أركان الدولة العبريّة باتوا في حالةٍ من الهستيريا إزّاء نجاح الإضراب حتى الآن، والتضامن والتأييد اللذين حصل عليه في الشارع الفلسطينيّ فلسطينياً وعربياً وعالمياً لأن الشمس لا تغطى بغربال، دفعها ذلك إلى التصعيد في مواجهة كل مستجد يخدم مطالب الأسرى باستغلال البطاقة الرابحة دعم واشنطن للضغط على السلطة الفلسطينية بإيقاف دفع المُخصصات المالية للأسرى المُحرّرين ولعائلات الشهداء على اعتبار أنّها تمثل تمويلاً للإرهاب وتحفيزًا له.. وكشف النقاب عن توافر خطّةٍ تشريعيّةٍ لسنّ قانونٍ في كلٍّ من الكنيست والكونغرس الأمريكيّ يعتبر دفع تلك المخصصات جريمةً ودعمًا للإرهاب.
هذا هو ما يعلن عنه فماذا ينتظر من دولة احتلال ومن دولة في عرف العالم عظمى تضع نفسها في مواجهة شعب أعزل يطالب بنيل حقوقه المشروعة فتحاربه في مطالب أسراه ومطالبه بالتحرر والعيش على ثرى وطنه بأمن وأمان واستقرار أسوة بكل شعوب الأرض وتدعم من يضربون بعرض الحائط بكل الشرائع السماوية والدولية فيتمادون بفعل هذا الدعم في غيهم فيواصلون انتهاك حق الإنسان الفلسطيني بالعيش بكرامة على ثرى وطنه فبأي شريعة هذا يا أيتها الدولة العظمى منصوص عليه ؟!
Abuzaher_2006@yahoo.com