يا جلالة الملك: سفارتنا في دولة قطر!!بقلم محمد سلمان القضاة

يا جلالة الملك، اليوم الخميس، والناس في عجلة من أمرها، فما يمضي وقت طويل حتى تدق الساعة معلنة انتهاء الدوام الرسمي وبدء عطلة نهاية الأسبوع، لكن المراجع أو الزائر لسفارة المملكة الأردنية  الهاشمية لدى الدوحة الجميلة في دولة قطر الشقيقة يرى أطقما أردنيين يعملون كخـــلية نحــــل نشيطة فاعلة منتظمة.
أيها القائد المحبوب عبد الله الثاني أقولها لكم شهادة لله بحق طاقم أطقم سفارتنا في العاصمة القطرية، الدوحة الجميلة، إنه {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين} [القصص: 26].
يا "أبو حسين"، راجعت اليوم السفارة في أمر ما، فوجدت طاقمها من الموظفين والموظفات تملؤ شفاههم الابتسامات، ويتعاملون مع المراجعين من شتى الأقطار الشقيقة بخفة ويقظة ووداعة ورحابة صدر هاشمية، تذكر المرء بابتسامات المغفور له بعون الله جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال، وبمقولته الشهيرة "الإنسان أغلى ما نملك"، كما تذكر  المرء بابتساماتكم يا شبل  الحسين، التي طالما شهدناها وشاهدها الجميع على محياكم المُشرق، وتذكرنا بالمقولة الشهيرة "على قدر أهل العزم تأتي العزائم".
سفارتكم لدى دولة قطر الشقيقة يا جلالة الملك، فيها يعمل أردنيون أفاضل سفراء طيبون لبلادهم في الخارج، فيها أناس يقومون بواجباتهم بنشاط متوقِّد، من أمثال الأساتذة الأفاضل الكرام توفيق محمد توفيق الشاعر ونواف العدوان المعروف بـ "أبو عبدالله"، ومحمد أبو العوف والابنة الفاضلة آيات فريحات، وآخرون وأخريات أفاضل من موظفي السفارة وموظفاتها، يشهدهم المراجعون الجالسون في صالة الاستقبال أو المصطفّون لتسليم معاملاتهم، يشهدونهم يذهبون بأوراق ومعاملات، ويعودون بأخرى جاهزة للتسليم في دقائق تكاد تكون معدودة، ترافقها كلمات مجاملة وابتسامات لا تنقطع ولا تتوقف.
وربما طبيعة معاملتي تطلبت مني زيارة القائم بالأعمال سعادة المستشار الأخ الفاضل وصفي عياد في مكتبه، فرأيت شخصا متواضعا ينهض من وراء مكتبه لاستقبال زوار سفارة الوطن الغالي، ويبادلهم الحديث الودي الذي يعكس الدبلوماسية الأردنية الهاشمية العريقة المعروفة، لا بل ويصِّر على تقديم واجب الضيافة الأردنية، والأدهى أن نجده يودع ضيوف سفارة  الوطن الغالي عند الباب وما بعد الباب، مما يذكر بالعادات الأردنية الهاشمية العريقة الأصيلة، لا بل ويذكر بالتواضع المنقطع النظير الذي يتصف به الهاشمبون، والذي يجعل  المرء يفتخر أنه أردني هاشمي ويزور صرحا أردنيا هاشميا عامرا.
والمستشار العمالي بالسفارة يا جلالة الملك، رأيته مبتسما وبادلني التحية، والمستشار الثقافي في السفارة كذلك شاهدته مبتسما وأيضا بادلني التحية، والسؤال هو: ألا يعكس ذلك الروح الديمقراطية الحقيقية والحداثة وفن الدبلوماسية و"الإتيكيت"، الذي يتعامل به الأردنيون مع الناس في العالم؟! بلى، هو كذلك.
 
وطاقم السفارة الأردنية في دولة قطر، يا جلالة الملك، رأيتهم اليوم يقدمون الخدمة للجميع وعلى مسافة واحدة من الجميع، يعملون ويراجعون ويدققون وينتجون بكل الرضى والابتسام ودون كلل أو ملل، مما يعكس الوجه الحضاري للوطن الغالي، المملكة الأردنية  الهاشمية، سواء على مستوى أبناء وبنات الوطن من الجالية الأردنية في دولة قطر، أو على مستوى أبناء وبنات الدول العربية الشقيقة وأبناء وبنات الدول الأخرى في العالم، ممن يراجعون السفارة لسبب أو لآخر.
يا جلالة الملك، طاقم السفارة الأردنية في دولة قطر الشقيقة لا يعرفون أنني سأرفع إلى مقامكم رسالتي المفتوحة هذه بشأنهم أو بشأن ما شاهدته من حسن أدائهم في السفارة بالدوحة الجميلة، ممثلا في الخدمة المتفانية، ولا أنا انتظر منهم في المقابل لا ناقة ولا جملا، لكنها الحقيقة التي أتمنى أن تصل إلى أسماعكم عن أبنائكم في الخارج.
إذاً، اسمحوا لي جلالكتم أن أرفع إلى مقامكم أسمى آيات التهنئة بحسن أداء سفارتنا لدى دولة قطر الشقيقة، واسمحوا لي أن أرفق نسخة من رسالتي ومن آيات التهنئة هذه إلى كل من سعادة وزير الخارجية الأردني الأخ الفاضل ناصر جودة، الذي طالما تابعنا أداءه، وأثنينا على حسن أدائه في مقامات ومقالات مختلفة، وإلى سعادة سفير المملكة الأردنية الهاشمية في الدوحة الجميلة وإلى السفارة الأردنية نفسها في دولة قطر الشقيقة، بكل أطقمها من النشميات والنشامى، وإلى الأمام يا نشامى ونشميات الأردن الغالي أينما حللتم أو ارتحلتم، وهنيئا للشعب الأردني الكريم والأسرة الأردنية الهاشمية الطيبة هذا الود وهذا الإخاء في هذه اللحظات التاريخية الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية، حيث يصر ربان السفينة الأردنية القائد المحبوب عبد الله الثاني إلا أن يوصلها إلى بر الأمان بكل المهارة والحكمة والاقتدار،  وبتوفيق من المولى رب العالمين. والسلام.
*مترجم فوري/إعلامي/أردني مقيم في دولة قطر.
roaqodah@hotmail.com