نظام بطولات كرة القدم المحلية.. الغاية تبرر الوسيلة!

اخبارالبلد-
يجتهد اتحاد كرة القدم سنوياً في تعديل تعليماته المتعلقة بالبطولات، وفقاً للحالات التي تبرز على امتداد الموسم.. وينصب التركيز في اغلب الاحيان على الجانب التأديبي، دون اغفال الشق التنظيمي بصورة اكثر محدودية.

لا شك ان العمل على الجانب التأديبي وضبط سلوكيات اركان اللعبة كان وما يزال يخضع للفحص والتدقيق والتعديل بشكل منتظم يكفل الوصول الى صورة مثالية مستقبلاً، لكن نظام البطولات ما يزال يخضع لتعليمات «قديمة» لا تعالج الاخطاء ولا تهدف لتطوير المنظومة بشكل عام.

ما حدث في دوري المناصير بنسخته الاخيرة وبروز احتمالية اقامة لقاء فاصل بين الفيصلي والجزيرة، يؤكد ان «النظام» لا يخضع للتدقيق والتصحيح على امتداد السنوات منذ نشأت البطولة، الامر الذي يتطلب وقفة طويلة وحاسمة لتصويب التعليمات.

لا شك ان الكرة الاردنية تعاني من غياب الهداف.. وقلة الاهداف واضحة ايضاً خلال المباريات، وستبقى طالما ان الحافز غير موجود، وفارق التسجيل لا يحقق اي ميزة للفرق.. ومن هنا اصبح «هدف واحد يكفي» دون التحفيز على تفعيل الشق الهجومي والذي اصبح كابوساً حقيقياً محلياً، ومؤشر الارقام لا يكذب.

بالعودة الى نظام «الفاصلة»، فان التعليمات هنا لا تعالج السلبيات، بل يطيل في عمر الدوري ويُفقد البطولة احد اهم مزاياها.. ونقصد هنا التركيز على تسجيل الاهداف كما يُعمل به في انجلترا.. ارباك جدول الموسم من اجل لقاء فاصل لا يعد سبباً مقنعاً وفعالاً لنيل لقب الدوري وتطوير المنظومة في الوقت ذاته، بل «فكرة عقيمة» للتعرف على هوية البطل فقط لا غير!

عندما نلمس على امتداد السنوات الماضية «عقماً هجومياً» في مختلف فرق المحترفين، ونفقد في الوقت نفسه الهداف الأردني بالشكل الذي نأمل ونتمنى، فان معالجة هذا الخلل يبدأ من خلال تحديث نظام البطولات، الامر الذي يفرض تعديل بند «الفاصلة» في حال التساوي بالنقاط، الى «فارق الاهداف» لاعتمادها ركناً اساسياً يرجح كفة البطل.

في هذا السياق، فان النظام نفسه الذي يمنح جائزة «قيمة» لهداف الدوري، عليه ان يتنبه الى «الهداف المحلي» وعدم الاكتفاء بـ تحفيز «المحترف الاجنبي».. اللقب يجب ان يُمنح للاعب الاردني لاعطاءه الدافع المناسب والكافي لمواصلة العمل وتطوير نفسه من اجل الفوز بهذه الجائرة، بدلاً من مكافأة القادمين من الخارج!

في السياق ذاته، فان بطولة كأس الأردن التي تقام بنظام الدوري المجزأ بالمرحلة الاولى، ثم بخروج المغلوب من لقاء واحد، قبل ان يُلعب نصف النهائي بـ الذهاب والاياب، ليبرز المشهد «مكثفا» الى حد بعيد من اختلاف الانظمة على امتداد المسابقة، الامر الذي يجب ان يعاد صياغته ليقام بنظام موحد دون اجتهادات!

من هنا.. يبدو ان اقامة البطولة بنظام خروج المغلوب منذ البداية وحتى المواجهة النهائية، يحقق الاهداف ويعزز قيمة التنافس، ويقلل من ضغط المباريات خاصة للفرق التي تشارك خارجياً.. ما يتطلب اعادة النظر قبل انطلاق الموسم القادم 2017-2018.