تحليل للورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين
الدكتور رضا سلامة المواضية الدكتور عبد السلام يوسف الجعافرة
يعيش العالم اليوم مرحلة تاريخية تملؤها التحديات في مختلف ميادينها، وباتت هذه التحديات تتداخل فيما بينها تداخلاً جعل العالم أشبه ما يكون بمجتمع واحد، تنتقل المعلومة من أدناه إلى أقصاه بسرعة فائقة؛ مما جعل أجزاءه وأقاليمه وشعوبه تتأثر بكل مايجري من تحولات وتغيرات في أي بقعة من بقاعه، ونتيجة لذلك أصبح الواقع الذي نعيشه يختلف اختلافاً كلياً عما كان عليه في الماضي، وأداة هذا التغير السريع تعود للعلم والمعرفة التي تُعدُ بمثابة العمود الفقري للمتغيرات والتطورات المتجددة التي أحدثت نقلة نوعية في الحياة المعاصرة .
والعالم العربي جزءٌ من هذا العالم يؤثر ويتأثر بمعطياته الحالية؛ وهذا يتطلب منا مراجعة الأنظمة والأعمال وتقويم الأداء والمنجزات وتحليل نقاط القوة ومواطن الضعف، وتحديد فرص التغيير والتطوير لنعمل على تعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات، وهذا هو شأن الأمم المتقدمة التي أدركت أن أساس التقدم والتنمية المستدامة هو التعليم، وهذا لا يتأتى إلا من خلال تربية الأجيال تربية شمولية متكاملة، وتزويدهم بكل ما هو جديد ونافع سواء أكان معرفياً أم أدائياً أم وجدانياً، بشكل يجعلهم قادرين على التكيف الإيجابي مع المستجدات العصرية، ومواجهة التحديات بكفاءة عالية؛ ولهذا كله لا بُدَّ منمراجعة شاملة للأنظمة التربوية بصورة جذرية للاطمئنان على قدرتها على إعداد الأجيال لمجتمع المعرفة العصرية.
ومن منطلق مواكبة معطيات العصر ومواجهة تحدياته بعقل منفتح وبصيرة ثاقبة، جاءت المبادرات الملكية بين الحين والآخر لدفع مسيرة التقدم والبناء في مجالات الحياة المختلفة، وكان من أبرزها المجال التربوي الذي حظي بنصيب وافر من الرعاية والاهتمام، وخير دليلٍ الورقة النقاشية السابعة التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني على كافة أبناء الشعب الأردني لكي يدلو كل منهم بدلوه في كيفية السبل والوسائل للارتقاء بالعملية التربوية للوصول لمصاف الدول المتقدمة، نظراً لقناعة قائد البلاد أن التطور والتقدم ومواجهة التحديات، لا يكون إلاّ من خلال التربية والتعليم.