دولتك.. الناس وروح الخل


على مواقع التواصل أمس فيديو يظهر فيه رئيس الوزراء هاني الملقي وهو خارج من صلاة الجمعة ويحيط به بعض المواطنين للسلام عليه ومصافحته، وأحدهم تمكن من الاقتراب منه وبدأ بمخاطبته شاكيا وواصفا حال الناس قائلا» يعني دولتك الناس وضعها تعبان ومش عارفة تعيش وصارت تشحد، والنسوان دولتك بطلعن من الفجر على الحاويات قبل الزلم، يعني دولتك الناس أكلت ...، لو تنزلوا الأسعار دولتك أحسنلك من حجة». الملقي كان يستمع، ثم استمر المواطن بالكلام قبل ان يستقل الرئيس سيارته وكرر»الناس أكلوا ... دولتك بس نزلولنا الأسعار».
الرئيس سمع كل ذلك وبقي صامتا كما ظهر بالشريط، وبدا ان الناس الذين في المكان سعداء بما سمعوه مباشرة، وفي واقع الحال ان مر الشكوى اكثر بكثير مما أسمعه المواطن له، ولو انه يكرر التجربة في اي مكان يريده فانه سيسمع العجب العجاب مما يعانيه الشعب وكيف تحولت حياتهم الى جحيم وهم عاجزون عن توفير ابسط المستلزمات.
دولتك، السجون مكتظة واكثر من فيها بسبب قضايا مالية بعضها تكون اقل من مئة دينار وفي اخرى بضع مئات، ويوم الاربعاء الماضي سجن مواطن عمره 63 عاما ثلاثة اشهر لعجزه ايفاء ايجار منزل متراكم عليه 850 دينارا، ومثله آلاف وقلة الذين يحاكمون بسبب خمسة آلاف او اكثر، وليس خافيا ان إعلانات القاء القبض على مطلوبين يوميا انما في واقعه مشتكى عليهم لاسباب مالية، في حين لا تزيد نسبة المقبوض عليهم من الجنائيين عن 5 % في الغالب، وتعلم دولتك ان الذين قضاياهم بالملايين غادروا البلد، والذين هنا لا يعرفهم احد او انه لا يقترب منهم التنفيذ كمطلوبين.
دولتك، ما سمعته عن أكل الناس هو صحيح تماما، ودولتك تتحمل المسؤولية، ودولتك ايضا ينبغي ان تدرك أسعار البندورة والبطاطا وهي تلامس الدينار منذ اشهر، فما بال دولتك باللحمة والدجاج والمواد الاخرى، وليشر لك احدهم دولتك على الذين يقاطعون الفواكه منذ اعوام، وعدد المتخلفين في فواتير الكهرباء والمياه رغم ان اكثرها لا تتجاوز الثلاثين دينارا للشهر او ربما اقل، يعني دولتك لازم تعرف أشد وجعا.