الخدمات السياحية المفقودة


حتى الان ما زالت وزارة السياحة والآثار تتحدث عن خطط، واستراتيجيات لم يكتب لها الحياة منذ سنوات طويلة، وان الامر يحتاج الى اجراءات وسياسات ثابتة يتم تنفيذها وفق رؤية بعيدة الامد.

لقد فرحنا كثيرا بان نالت البترا المرتبة الثانية في عجائب الدنيا السبع، لكن الوزارة لم تكن على مستوى هذا الحدث ولم تواكبه، ولم تحدث تغييرات جذرية هناك لخدمة السياح او تضع خطة لترويج البترا في اسواق السياحة العالمية بعيدا عن السوق الاسرائيلية التي وضعت البترا ضمن برامجها، وتقوم بتنظيم رحلات برية من ايلات الى العقبة ومنها الى البترا تستغرق يوما واحدا، وحتى دون قضاء ليلة واحدة في فنادق البترا، او العقبة، وهذا الامر يجعلنا نتساءل عن امكانية اقامة سوق سياحية مشتركة مع مصر على سبيل المثال، او حتى ان نقوم بتنظيم رحلات للسياح من عندنا الى القدس وبيت لحم، بموجب الاتفاقيات المتعلقة بحرية حركة السياح عبر الجسور.

نتوقع من وزارة السياحة ان تضع برامج لتشجيع السياحة الداخلية، اذ من غير المعقول ان يقوم المواطن الاردني بقضاء ثلاث ليالي في شرم الشيخ، وبفنادق الدرجة الاولى وبالطائرة، وبتكاليف اقل من العقبة، او حتى حمامات ماعين التي أصبحت للقادرين فقط.

نتوقع من وزارة السياحة نشاطا في جذب السياح الذين يزورون آثار جرش، ان يدخلوا المدينة ويجولوا فيها، وان يتم الاعتناء بالآثار الموجودة داخل المدينة، وان يتم اقامة سوق للصناعات اليدوية وسط المدينة حتى يستفيد ابناء المدينة من هؤلاء السياح.

نتوقع من وزارة السياحة ان تنفذ البرامج التي سمعنا عنها منذ سنوات في عجلون، والقصور الصحراوية وغيرها.

وزارة السياحة مطالبة بالتعاون مع وزارة الاوقاف والمؤسسات الاعلامية على وضع خطط وبرامج لتشجيع السياحة الدينية، فقد استطاع البرنامج الذي قدمه الداعية الاسلامي الاستاذ عمرو خالد عن سيرة النبي موسى عليه الصلاة والسلام وتصوير الاماكن التي مر بها في الاردن، ويظهر لنا عيون موسى ان تجذب المواطنين اليها، في وقت كان الاحرى ان تكون هذه الاماكن معروفة للجميع لو ان هناك من يهتم بالحديث عنها، في وقت نعرف فيه ان هناك عشرات الاضرحة للانبياء والرسل والصحابة في انحاء الوطن ولدينا اهل الكهف الذين لو كانوا موجودين في بلد اخر لوجدنا كيف يتم الاعلان والدعاية عنهم.

لدينا ثروة كبيرة في السياحة العلاجية، وخدمات وفنادق مؤهلة لاستقطاب اضعاف السياح الذين يفدون لهذا الغرض وان الامر يتطلب عقد ندوات ومؤتمرات علمية ودولية عن اهمية مياه البحر الميت، والمياه الساخنة الاخرى في علاج العديد من الامراض.

نتوقع من وزارة السياحة والآثار تطوير الاماكن الاثرية الموجودة حالية والتي تفتقر الى الحد الادنى من الخدمات وفي مقدمتها ام الرصاص، وعراق الامير، وان تتعاون هذه الوزارة مع غيرها لتحويل مثل هذه المناطق لتكون جاذبة للسياح وللمواطنين على حد سواء لانها بذلك توفر فرص عمل لابناء هذه المناطق وتساهم في الحد من البطالة والفقر.

هناك سياحة المؤتمرات التي أصبحت سمة من سمات العصر، وهذا يتطلب اقامة جسور مع كل الشركات والمؤسسات التي تختار بلدا معينا في كل عام لعقد مؤتمرات طبية وعلمية او لوكلاء الشركات الكبيرة في انحاء العالم.

من هذا المنطلق نقول ان توفير المخصصات اللازمة لوزارة السياحة او لهيئة تنشيط السياحة يجب ان لا يتأثر بأي اوضاع، لأن نجاح السياحة يشكل العمود الفقري في تنمية الاقتصاد الوطني.