|
لا يختلف اثنان على أن برنامج بصراحة مع الوكيل هو البرنامج الأكثر شعبية في الأردن وهذه الشعبية لم تأت من فراغ بل لأن هذا البرنامج يلامس كل يوم هموم المواطنين ومشاكلهم والأهم من ذلك الجرأة التي يتمتع بها مقدم البرنامج المبدع محمد الوكيل الذي تجاوز ما كان يعتقده البعض خطوطا حمراء مع أنها في الحقيقة ليست كذلك لكننا نحن من وضع هذه الخطوط الحمراء لأن هناك رعبا في داخلنا غير قادرين على التخلص منه.
لقد عملت ثلاثين سنة في الإذاعة الأردنية وكانت سنوات هذا العمل في قسم الأخبار وقد تقلب خلال هذه السنوات على الإذاعة عدة مدراء بعضهم كان مرعوبا من الداخل ويقيد عملنا لدرجة أن نشرة الأخبار تخرج معلبة ومحدودة السقف تجعل المستمع ينفر من سماعها والبعض الآخر كان شجاعا يتفاعل مع الأحداث ويعطينا الحرية في نقل كل الأخبار بدون استثناء حتى لو كانت أخبارا ضد الأردن لأن المصداقية في نقل الأخبار تجعل جسور الثقة ممتدة دائما بين الإذاعة والمستمعين.
ونعود لبرنامج بصراحة مع الوكيل وإلى الأسباب التي دعتني إلى الكتابة عن هذا البرنامج فقد زار هذا البرنامج خلال الأسبوع الماضي ولعدة أيام مناطق الجنوب وخصوصا بلدات وقرى وادي عربة التي يعاني أهلها من فقر مدقع والتي لا يفكر أي مسؤول بزيارتها وتفقد حاجاتها بإستثناء جلالة الملك الذي زار هذه البلدات والقرى عدة مرات وتفقد أحوالها وأمر بتوفير العديد من الخدمات خصوصا المنازل لبعض الأسر العفيفية.
يجب أن نعترف بأن الزميل محمد الوكيل لديه من الشجاعة والجرأة ما يؤهله لأن يعرض مشاكل الناس وهموهم بدون لف أو دوران ومهما كانت المشكلة فإنها تعرض على الهواء مباشرة ليسمعها المسؤولون المعنيون ثم يجري إتصالا مع هؤلاء المسؤولين ليناقش المشكلة معهم وهذا هو المطلوب من الإذاعي الذي يقدم برامج الخدمات التي تهم المواطنين.
لقد سمعنا عشرات المرات في برنامج بصراحة مع الوكيل عن حالات إنسانية تفطر القلوب وتجعل الإنسان يشعر بالخجل عندما يسمع عن طالب يتيم لا يستطيع دفع القسط الجامعي أو مريض غير قادر على العلاج أو امرأة عجوز ليس لها معيل ومن خلال هذا البرنامج الذي يتمتع بشريحة كبيرة من المستمعين يهب أهل الخير لمساعدة هؤلاء الناس والتخفيف عنهم.
عندما بدأ الزميل محمد الوكيل عمله في التلفزيون جاء إلى الإذاعة ليتدرب على العمل الإذاعي وكان شابا جادا منتبها يحاول أن يغرف المعرفة من جميع جوانبها.
تحية محبة وتقدير لهذا الشاب الأردني الوفي لوطنه وشعبه ونتمنى له المزيد من العطاء والتألق وبارك الله بكل الأيدي الخيّرة المعطاءة التي لم تتعود إلا على العطاء.
|