الغيبة داء النساء العضال!!
لا يكاد يخلو مجلس من مجالس النساء- إلا من رحم ربي – وحتى مجالس بعض الرجال من «أكل لحوم البشر» بطريقة أو بأخرى بل هناك من يدعو الآخرين لمشاركتهم هذه الوليمة النتنة متناسين بشاعة المنظر الذي وصفه الله عزوجل في محكم كتابه الكريم} وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {فما هي الغيبة؟ ولماذا نجدها عند النساء أكثر مما نجدها عند الرجال ؟ وما أسبابها؟ وهل من علاج لهذا الداء المعيب الذي يذهب بالحسنات.
الغيبة لغة: من «الغَيْب» وهو كل ما غاب عنك وسميت الغيبة بذلك لغياب المذكور الذي يذكره الآخرون وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «ذكرك أخاك بما يكره» مما يتصف به من العيوب الخِلْقِية أو الخُلُقِية هذا إذا كان المذكور متصفا بما قلت فيه أما إذا كان غير متصف به فإنه يكون بهتانا أي بطلانا وكذبا ولهذا سئل صلى الله عليه وسلم أرأيت إن كان في أخي ما أقول قال «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته» وهذا عند الله أعظم!
يؤكد علماء الاجتماع ارتباط هذه العادة القبيحة بالنساء أكثر من الرجال بما أنهن -بشكل عام- لديهن وقت فراغ أكبر وقدرة أكثر على أحاديث تمتد لساعات كما أن المرأة بطبيعتها تهتم بالتفاصيل وتستمتع بمعرفة أبسط المعلومات عن قصص وحكايات الناس وإن كانت لا تعرفهم - من باب التسلية- كما يؤكدون ارتباط هذه العادة بالفراغ الذهني والنفسي والحسد والغيرة والغيظ فتلجأ الواحدة منهن إلى رفع نفسها بتنقيص غيرها ومرد ذلك كله ضعف الوازع الديني!
مما لا شك فيه أن الغيبة محرمة بل هي من الكبائر بإجماع علماء المسلمين وأدلة تحريمها كثيرة في الكتاب والسنة ورغم ذلك يتساهل بها الكثيرون - ويحسبونه هينا وهي عند الله عظيم- فيا حبذا لو تذكر هؤلاء أن الله عزوجل إنما وهبنا نعمة اللسان لنتكلم به في أمور الخير وما نحتاج إليه في أمور ديننا ودنيانا لا لنعصيه به!
هلا اشغلنا ألسنتنا بالذكر حتى تسلم من الاشتغال بضده من القيل والقال وهلا اشغلنا أنفسنا بالخير بدل من اشتغالها بالباطل!
ولنتذكر قول الشاعر:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ .. فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك مساوئ .. فصنها وقل يا عين للناس أعين