الشمايلة تكتب (سياسة التعليم في الاردن)

أخبار البلد - كتبت لقاء الشمايلــة 

يحتل الأردن مكانة متقدمة في جودة وكفاءة مخرجات العملية التعليمية مقارنةً بدول الجوار، ويعزى هذا التقدم إلى الإتمام الكبير الذي أولته الحكومات الأردنية المتعاقبة للعملية التعليمية على اعتبارها حجر الاساس والركيزة الأساسية للتقدم والتطور في البلاد وخصوصا مع قلة الموارد الطبيعية والاقتصادية في الأردن، لذلك يعتبر العنصر البشري الثروة الحقيقية التي يجب الإهتمام بها والمحافظة عليها.


وعلى الرغم من كل هذا الإهتمام إلا أن المُتتبع لسياسات التعليم في الأردن يجد أن هناك تخبُط في بعض القرارات المُتخذة مما يستدعي ضرورة مراجعة هذه السياسات ومحاولة إصلاحها من أجل إعادة العملية التعليمية في الأردن إلى سابق عهدها، ومع أن مشكلة التعليم ليست مشكلة الاردن وحدها بل هي مشكلة تُعاني منها دول كثيرة، إلا أنني في هذا المقام سأقدم وجهة نظري في توضيح الأسباب الرئيسية وراء هذه المشكلة في الأردن مع الإشارة إلى بعض الحلول المُقترحة.

ومن أهم أسباب مشكلة التعليم في الأردن صعوبة المواد الدراسية المُقدمة للطالب وخصوصا في المراحل التعليمية الأولى، حيث أننا نلاحظ أن هناك الكثير من المواد التي تتطلب أن يكون الطالب ذو عقل مُتفتح ومُفكر وهذا الأمر بحد ذاته يُعد صعوبة بالغة للطلبة، فعلى الرغم من وجود بعض الطلبة أصحاب المهارات العقلية والمعرفية العالية إلا أن هُناك العديد من الطلبة الذين لا يملكون مثل هذه القدرات للإبداع في التعليم، مما قد يُثير الشك والخوف في نفس الطالب وبالتالي يشعر بالإحباط من العملية التعليمية، وهذا ما قد يؤدي إلى فشل العملية التعليمية.

كما أن عملية تقييم الطلبة تعتبر أحد أكثر المشاكل التي تواجه الطلبة في يومنا هذا وخصوصا في امتحانات الثانوية العامة، فقد نجد أن هناك الكثير من الطلبة المتفوقين في الدراسة المدرسية يجدون صعوبات كبيرة في اجتياز امتحان الثانوية العامة وذلك لا يعود إلى ضعف الطالب أو عدم استيعابه للمحتوى التعليمي، بل يرجع إلى النهج المُستخدم في طريقة التقييم حيث ان طريقة الامتحان التي يقدمها المُعلم لطلبته تختلف كُليًا عن الطريقة المُعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم في تصميم امتحانات الثانوية العامة، مما قد يوقع الطالب في حيرة وشك وبالتالي لا يستطيع الإجابة على  أسئلة الامتحان بالشكل الصحيح.

بالإضافة إلى أننا نلاحظ وجود مُشكلة ليست بالهينة تواجه العملية التعليمية في الأردن وهي مشكلة التسرب من المدارس، فعلى الرغم من أن هذه المُشكلة تعتبر قديمة العهد بالعملية التعليمية الأردنية إلا أنها تفاقمت بشكل كبير في هذه الايام، ولعل السبب في ذلك يعود إلى عدم وجود إدارة مدرسية قادرة على تعزيز حُب المدرسة والعلم في نفوس الطلبة، بالإضافة إلى عدم إمتلاك المعلمين للمهارة والقدرة اللازمة لجذب الطلبة وزيادة حُبهم للمدرسة.

ومع كل هذه المشاكل التي تواجه العملية التعليمية نجد أن هناك ظهور لمشكلة حديثة نوعًا ما انتشرت بشكل واضح بين طلبة المدارس الأردنية الحكومية والخاصة الثانوية والأساسية، ألا وهي مشكلة الفساد الأخلاقي التي يُعاني منها البعض من أبنائنا الطلبة والتي قد تؤدي إلى فشل الطالب وخروجه عن عادات وتقاليد مجتمعنا الأردني، ولعل سبب هذه المشكلة يعود بالدرجة إلى الأولى إلى الأهل ثم الى المدرسة، حيث أن عدم إهتمام الأهل بأبنائهم الطلبة سيقود الطالب إلى الإنحراف عن طريق الصواب والإنجرار وراء مُفسدات الأخلاق المتنوعة والكثيرة هذه الأيام، كما أن وجود معلمين أصحاب سلوكيات سيئة كالتلفظ بكلام بذيء سيؤدي بالطالب الى الإنقياد وراء هذه السلوكيات السيئة فتفسُد أخلاقهُ.

وفي النهاية فإنني أُشير إلى ضرورة مُعالجة المشاكل التي تُعيق تقدم العملية التعليمية على اعتبار أن التعليم يُمثل الركيزة الأساسية والجوهرة الثمينة لتقدم وتطور ونهضة الأُمم، لذلك يجب زيادة الإهتمام بالتعليم وتوفير معلمين أصحاب كفاءة وخبرة لتدريس أبنائنا الطلبة حيث أن فشل المعلم سيؤدي إلى فشل الطالب وصلاح المعلم سيؤدي إلى صلاح الطالب وبالتالي صلاح المنظومة التعليمية ككُل وتربية أجيال قادرة على مواجهة الصعاب والتحديات المُسقبلية التي تُحيط بالوطن من كل جانب.