العبث بالمواعيد الوطنية

اعلنت حكومة الدكتور هاني الملقي يوم الاحد (30/4 ) عطلة بمناسبة عيد العمال العالمي، رغم انني «انا وجيلي» تثاقفنا على الاحتفال بالعمال بالاول من ايار.

ما زلت اذكر افراح الاول من ايار في نهاية السبعينيات واوائل الثمانينيات، ورغم عدم وضوح الطبقة العاملة اردنيا، الا ان الجهاز البيروقراطي كان يشكل بديلا عماليا نحتفل به وتقدم له الخطب والاغاني.
لكن بعد سنوات الخصخصة، يبدو ان العبث بالمواعيد، صار «تقليدا» عريقا للحداثة الاردنية التي ترفض تقديس الوقت وتفكر فقط بعقلية المترف وحسابات التجار.
طبعا تقديم الاول من ايار الى الثلاثين من نيسان، ببساطة، هي لجمع عيد العمال مع العطلة الاسبوعية والحصول على عطلة طويلة من اجل اراحة الناس وتشجيع السياحة الداخلية.
اظنها افكار عبثية، لا قيمة لها، ولا توازي في اهميتها الحفاظ على المواعيد الوطنية التي يجب ان تدركها الاجيال من اجل تعميق الذاكرة الجمعية التاريخية التي على اساسها تتوثق عرى الناس بأوطانهم.
لا يمكن للولايات المتحدة، وهي أم الرأسمالية، وتقودها عقلية الربح، لا يمكن لها، ان تتلاعب بمواعيدها الوطنية تحت اعتبارات السوق وحاجاته.
لكن للاسف، في قاعة اجتماعات رئاسة الوزراء الاردنية، يطغى على العقول الاقتصاد المجرد، ويغيب عن هؤلاء دور الدولة الاقتصادي – الاجتماعي.
لا يكفي الدولة الاردنية انها تخلت عن مواطنيها في كثير من المناحي بفعل ضغوط المؤسسات الدولية وجراءة بعض «الكمبردور»، لا يكفي اننا نعاني الامرين اقتصاديا، ومع ذلك يتلاعبون بالمواعيد، واظنني ارى من اللزوم احترام المواقيت وتقديسها مهما كانت المناسبة دينية او وطنية او عالمية.