لطاهر العدوان أقول .. ما غفلت عن قوله في الطفيلة
حسب علمي أن الحكومة الممثلة للشعب تنطق بإسمها ، وعليه فإن هموم الشارع تتقبلها الحكومة بصدر رحب بهدف الوقوف عليها ودراستها بلا إنتقائية ومزاجية حسب ما أكد عليه الدستور الذي شدد على أن الأردنيين سواء ، وعليه فللحكومة الدور الأبرز في حل كل القضايا وإنصاف المظلومين بعد دراستها والإطلاع عليها بشكل جيد ، ومن هذا المنطلق تقوم الحكومة بين الحين والآخر بإطلاع الشعب على كل صغيرة وكبيرة داخل هذا الوطن من خلال منبرها الإعلامي الممثل بشخص وزير الإعلام الناطق الرسمي بإسمها .
ولكن أرى بين الحين والآخر من قيادة الدوار الرابع أموراً يعجب المرء لسماعها لإنها قد تكون قد تعرضت للتأويل وفق نظرة غريبة جدا ، وتكاد على الأحرى أن تكون مجزوءة وقد خضعت لمقص الرقيب الذي يريد ان يدري الشارع ما يريد هو فقط ، وهذا محور حديثي هنا ، وما شدني للقول بهذا الأمر التصريحات التي تصدر بين الحين والآخر من رجل بقامة طاهر العدوان الذي يكن له الأردنيون كل الإحترام والتقدير على تاريخه الناصع بالعطاء والمصداقية ولذلك اخاطبه موجهاً له التحية معالي الوزير الأكرم :
إعذرني ولكن تصريحكم حول ما حدث في الطفيلة كان مجزوءاً وغفل عن نقطة هامة جداً ، تقول بأن بعض المواطنيين من ابناء الطفيلة منع ممثلهم من الوقوف امام جلالة الملك والحديث امامه بصراحة دون أي مقدمات وعبارات تكاد تكون أقرب الى التزلف كما يحلو للبعض ، لأنها يا معالي الوزير لم ولن تطعم الفقراء والمعوزين من أهل الطفيلة الخبز .
حبذا لو تحدثتم عن الذي وقف حجر عثرة وسدا منيعا في وجه الجموع التي ارادت الإستنجاد بملاذها الأخير ، فإلى أين يلجأ الفرد منهم معاليك ؟؟؟
بالله عليك أسالك ، أنصرخ من فراغ أم من حاجة وقلة حيلة ؟؟؟
الطفيلة لم تستصرخ إلا لأن جرحها عميق من الحكومات الاردنية ، وها قد إتسع الجرح عليها بيد الذوات انفسهم الذين غفلوا عنها طوال السنين التي مضت .
نعلم جيدا أن الجنوب يمثل بالحكومة بالكثير من القادة وأصحاب المناصب الرفيعة ، ولكن على ما يبدو بانهم لم يكونوا على قدر من المسؤولية طوال الفترة الماضية الطويلة جدا ، والدليل على ذلك بين وواضح في أحياء تقشعر لها النفوس من واقع الحال السيء الذي يعيشه المواطن فيها .
لماذا لم تتحدثوا عن ذلك يا معالي الوزير ؟ لماذا غفلتم عن السبب الحقيقي ، لماذا إكتفيتم بالحديث عن تصريح وسيلة إعلامية قد تخطئ وقد تصيب ، لتعلم حكومتنا أننا لا نبني ما بداخلنا لمجرد تصريح من رندة أو من غيرها فحب الوطن لا يتغير ولا يتبدل بتصريح ؟؟
هل من الممكن أن يتغير ميزان ولائي للأردن لمجرد تصريح كاذب أو صادق من جهة معينة ، بالطبع لا فالوعي الذي يعيشه الأردنيون حالة نادرة على مستوى الوطن العربي ، ولسنا مغفلين ، ولسنا بحاجة لأن يحشد نوابنا الأعزاء ويشمروا عن سواعدهم للوقوف أمام المقرات الصحفية للإحتجاج على خبر أو بيان ، أين نوابنا من قضايا كثيرة تهم الفرد في أسرته داخل وطنه ؟ ماذا قدمتم لنا لتتفرغوا للإعتراض على خبر لا يقدم ولا يؤخر ؟
للرئيس والناطق بإسمه تحية ترجو منهم أن لا يصرحوا إلا بالحقيقة الكاملة ، وأن لا يسمحوا لأحد بالتشدق بحرية الرأي والتعبير ، وهم في بعض الأحيان يضربون بها عرض الحائط ، وكفى يا حكومة والله مهما فعلت وتحدثت فأنا جائع ولن أتمكن من سماعك والإقتناع بكلامك .