براءة الدين الحق من الطاغوت.

لدين الحق هو محصلة المحبة الصدق والعدل والرشد والإيمان والتصديق ،
بينما ان الطاغوت هو محصلة الكذب والتكذيب والظلم .
ولذلك فالدبن الحق برئ من الطاغوت ، فلا يؤاكله وﻻ يشاربه ، وﻻ يجالسه ، وﻻ يحادثه ، وﻻ يقابله، وﻻ يقاربه ، وﻻ يجاوره ، وﻻ يناظره
، وﻻ يؤازره ، وﻻ يصالحه ، وﻻ يسالمه .
فهما متضادان فلا يستويان وﻻ يجتمعان .

ولا يمكن أن يحظى الطاغوت بالقبول إلا من خلال القوة المعنوية والقوة المادية، فالانسان بطبعه لا يقبل بتسلط إنسان عليه، لكن قد يجبر على ذلك. ومن أسوأ وأقذر وأقبح تبرير ذلك هو أن إنساناً ما قد تميز عن البشر وأصبح إلهاً أو أن الله فوضه في ملكه لأن يكون خليفته في الأرض وأن أقواله وأفعاله هي أقوال الله وأفعاله. وبالتالي فإن معارضته هي معارضة لله.

ولاشك أن ذلك يخالف حقيقة الله وما أمر به وحقيقة عباد الله المخلصين الذي يبلغون رسالة الله الى الناس والتي هي ضد الطاغوت والطواغيت. فالطاغوت هو من يجبر غيره على فعل امر لا يقدر عليه ولايرغب فيه. انه الاكراه بكل انواعه، فالله سبحانه وتعالى لايجبر الانسان على فعل امر ليس له فيه فائدة حالية او مستقبلية وضد ارادته.

وبما أن من ادعى أن يكون إلها أو أنه ابن للاه أو أنه خليفة له فإن الواقع يكذبه، فهو يتمتع بكل صفات البشر ولاشيء اكثر من ذلك، ولأن الله يفضحهم باستمرار من خلال كتبه
ورسوله .

* جعل الله الدين الحق هو الدين المشروط بعد الكفر بالطاغوت فشرط الإيمان بالله هو الكفر في الطاغوت فإذا سقط هذا الشرط سقط الإيمان بكامله واﻷجدر أن يسمى من آمن بالله ولم يكفر بالطاغوت (دين الطاغوت ). قال تعالى :
:[لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(257)]. وقد أراد الله ان ألايجتمع القران والطاغوت. ولذلك فان محاولات تسويق الحاكم الإله او ابن الإله قد فشلت في المجتمعات التي وصلها القرآن قبل ان تفشل وتختفي في المجتمعات الاخرى.

إن اجتناب الطاغوت و كل ما يترتب عليه من ممارسات هو الذي سوف يبين الغي من الرشد . و في هذه الحالة فانه سيجعل المدينين بدين الله متمسكين بالعرة الوثقى التي لا
انفصام لها.ما يجعلهم متميزين على غيرهم وذلك حين يلتزمون ذلك، فقد يكون الدين حق وصحيح والمدينين به غير صادقين فيعمدون الى ممارسة الطغيان تحت ستار الدين ونصوصه ، فلا يمكن الفصل بين الدين والمدنيين به ، ولذلك النصوص الدينية أشبه بالدستور ليقاس عليها من اوفى بها ومن لم يف .
..
* إن الغاية القصوى من التدين هو تحقيق ا�%8