معنى فوز ماكرون برئاسة فرنسا
فور فوز ماكرون في الدورة الأولى شعر المسؤولون الأوروبيون بارتياح كبير، في طليعتهم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل التي استقبلته خلال الحملة. وتروي الزميلة الصحافية في جريدة «لو فيغارو» آن فولدا في كتابها «إيمانويل ماكرون» أنه تعرف إلى زوجته بريجيت التي تكبره بخمس وعشرين سنة في المسرح بالمدرسة التي كان يدرس فيها حيث وقع في حبها. وتروي بريجيت للصحافية أنها عندما وصلت لتعلّم في المدرسة كان كل الأساتذة يتحدثون عن إيمانويل، وكانت تعلّم الفرنسية في المدرسة، لكنه لم يكن في الصف الذي علمت فيه بل كانت ابنتها معه. لكنه كان يكتب معها كل أسبوع موضوعاً للمسرح، ومن ثم وقعت في حبه وطلّقت زوجها وكان لها ثلاثة أولاد. وابنتها التي كانت في صف إيمانويل شاركت في حملته الرئاسية.
إن هذا الشاب اللامع الذي أعجب كل من التقاه بشخصيته وذكائه وثقافته الواسعة، كثيراً ما ترك أثراً في محاوريه الأجانب من عرب وأوروبيين. ويروي أحد السفراء أن ماكرون خلال زيارة إلى لندن وكان وزيراً للاقتصاد، أثار إعجاب وزير المال البريطاني جورج أوزبورن بمداخلته ومفاوضته المقنعة. وقد يكون صغر سنه نسبة إلى المركز وخبرته القصيرة في الحكم عائقاً في مواجهة مشاكل ضخمة على الصعيد الداخلي، إلا أنه يعمل لإيجاد عناصر كفوءة تساهم في وضع سياساته. وعلى الصعيد العربي، يتوقع أن يستمر في ديبلوماسية فرنسا التقليدية، وفي الحرص على مصالح بلده في منطقة الشرق الأوسط واعتماد مواقف لن تكون بعيدة من مواقف هولاند، خصوصاً في ما يخص الملف السوري. وقد يعزز شراكة فرنسا مع ألمانيا في الاتحاد الأوروبي.
إن وصول ماكرون إلى رئاسة فرنسا أمر مطمئن نظراً إلى سيرة هذا الشاب وإلى صعوده وتفوقه في حملة صعبة واجه فيها زعيم حزب «الجمهوريين» فرنسوا فيون الذي له تاريخ سياسي لعقود في فرنسا، لكنه فشل نتيجة فضائح استهدفته وسياسات خارجية وداخلية متطرفة في استقطاب الفرنسيين. ومن حظ فرنسا أن يفوز ماكرون على منافسته من «الجبهة الوطنية» مارين لوبن يوم الأحد ٧ أيار لأنها تريد تخريب الأوضاع والخروج من أوروبا واليورو ووقف تأشيرات الدخول إلى فرنسا. فصحيح كما قال ماكرون أن فوزه سيكون صفحة جديدة في السياسة الفرنسية.