د. احمد أبو غنيمة يكتب : " لن نرضى بأقل من قطع اليد واللسان" !!!!

د. احمد أبو غنيمة يكتب : " لن نرضى بأقل من قطع اليد واللسان" !!!!

 

حين يتعود الشعب الأردني على غياب الإعلام الرسمي عن واجهة الحدث لينقل الصورة الحقيقية للمواطنين، وحين يتصدى إعلام الفزعة ونواب الفزعه بعيداً عن المهنية والمصداقية التي تحترم عقولنا لخبر صحفي تناول زيارة جلالة الملك إلى الطفيلة بما ليس فيها، لن نستغرب أن تصدر مثل هذه التهديدات التي صدرت على أحد المواقع الإلكترونية بحق من كتب الخبر مثار النقاش الدائر !!!

هل يعقل ونحن في القرن الواحد والعشرين أن يكون الرد على خبر صحفي تبين أنه غير دقيق بمثل هذه العبارة التهديدية الفجّة " لن نرضى بأقل من قطع اليد واللسان " !!!!، أين دولة المؤسسات والقانون إن كانت هناك مخالفة قانونية ارتكبتها الوكالة التي نقلت الخبر !!!

لقد تعود الشعب الأردني على الإستماع إلى اخبارنا الحقيقية من وكالات الأنباء الأجنبية منذ عقود ، ولم نجد من يطالب آنذاك بمثل ما يطالب به إعلاميو الفزعة ونواب الفزعة بحق وكالة الأنباء التي نقلت هذا الخبر غير الصحيح !!!

ثم هل نسينا ان الوكالة المعنية كانت تحظى بالسبق الصحفي لسنوات عديدة في أخبار استقالة الحكومات وتشكيلها قبل أن يتم الإعلان عنها رسمياً وبمصداقية كانت دوما بنسبة عالية !!!!

كان على اعلاميي الفزعة ونواب الفزعة كذلك أن يتوقفوا عند توضيح الناطق الرسمي لما جرى من أحداث رافقت زيارة جلالة الملك للطفيلة، ولكن بما انهم شهروا سيوفهم وأخرجوها من اغمادها بهذه الطريقة غير الحضارية ، فكأنما يؤكدون ان لا مصداقية للإعلام الرسمي وانهم يستكفلون بالتصدي لهذه الوكالة التي اجتهدت وتبين ان اجتهادها كان في غير موضعه السليم.

كان الأجدر بالنواب الذي يهيجون المواطنين للتصدي لوكالة الانباء المعنية بطرق هي أبعد ما تكون عن الأساليب الديمقراطية في التعاطي مع مثل هذه الأحداث، أن يطالبوا ومن مواقعهم بالتحقيق فيما جرى من أحداث عكست صورة سلبية كادت أن تعطي انطباعاً خاطئاً عن أهلنا في الطفيلة، وان يشمل التحقيق دور الأجهزة الأمنية والدرك في منع حدوثها قبل أن تقع.

وبعد،

مع كل خبر يتناول موضوعاً أردنياً حساساً، تنتفض الآلة الإعلامية الحكومية ومن يسير في ركابها من كتّاب التدخل السريع، لتضعنا في أجواء معركة حاسمة قادمة لا محالة سواء مع كاتب صحفي أو وكالة أنباء محلية او أجنبية أو محطة فضائية عربية، وهذا كله يدعونا للتساؤل: هل حقاً أن الدولة الأردنية بمؤسساتها الدستورية وحكومتها وإعلامها الرسمي من الهشاشة بمكان لأن تنتفض فزعاً مع كل خبر لا يتوافق وهواها أو روايتها الرسمية التي تحاول أن توصلها للمواطنين السذج كما يعتقدون ؟؟؟

الأمثلة كثيرة على مثل هذه الأمور ولا نحتاج لأن نتذكرها معكم سواء في الماضي القريب أو البعيد ، فهل سنبقى أسرى لإعلام رسمي مفزوع ونواب لا يدركون أن صمتهم أبلغ من كلامهم إن تفوهوا به !!!!!