وخير جليس في الزمان...

«اقرأ باسم ربك الذي خلق» هي أول آية نزلت من القران الكريم على رسول البشرية عليه الصلاة والسلام، فكانت الآية التي تدعو إلى وحدانية الله ودعت إلى العلم وإلى القراءة والاطلاع والتفكر فيما لا نعلم.

ثم جاءت اليونسكو في عام 19955 وفي مؤتمر في باريس ليخصص يوما باسم يوم الكتاب العالمي، ليشجع على القراءة وهو اليوم الذي تم تحديده في 23 من شهر نيسان من كل عام، وهو الذي يصادف رحيل الأديب العالمي شكسبير والشاعر الاسباني ثيرفانتس.
ونحن الآن في هذا العصر ورغم كل الدعوات التي اجتهد فيها مطلقوها للعودة إلى القراءة، خاصة دعوة الشيخ محمد بن راشد من خلال مشروع «تحدي القراءة» الذي جاء لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي، إلا أن الكثير منا يعزف عن القراءة ونحن الأمة التي لا تقرأ إلا ما جاء على «الفيس» و»الواتس»، ونلتقط فقط عناوين الأخبار ولا نغوص في التفاصيل ونبحث عن المعلومة السطحية ولا نغوص في البحث والتحقيق، فتاهت بوصلة الفكر من بين أيدينا وتهنا في عالم يسبقنا في كل شيء ونحن الأمة التي قادت الفكر قرونا من الزمان حتى صرنا الآن في آخر الركب والركب عنا بعيد بعيد بعيد.
ما عاد الكتاب يستهوي ميولنا، ليس لخلل في الكتاب لكن لخلل فينا، فنحن نبحث عن الكتاب الذي لم يصدر بعد لأن كل واحد منا ربما يريد كتابا مفصلا على مقاسه، ولولا مناهج العلم ربما ما قرأنا سطرا واحدا من كتاب أو من «دوسية» والتي أصبحت بديلا عن الكتب!!
لقد أصبحنا ممن ينطبق عليهم قول المتنبي في العصر العباسي «يا أُمّةً ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ»، فمعرفتنا السطحية لا تؤهلنا لغوض غمار العلوم والتبحر بها، وسبقنا الشرق والغرب في العلم وبتنا نتقاتل ونتجادل فيمن فاز ريال مدريد أم برشلونة، ولذلك لم يحتفل أحد بيوم الكتاب لأن الكتاب لا يعني لنا شيئا فلا نتذكره