الطفيلة... الأكثر ولاء

         

لم تعرف الطفيلة يوما إلا بولائها التام للعرش الهاشمي ولال البيت وصاحب الرسالة الأولى إلى صاحب الثورة إلى مؤسس الدولة ، ولم نعرف طفيليا واحدا عارض النظام الأردني أو طالب بتغيير النظام ، وأسوق  هذا الحديث كمدخل لمناقشة الإخبار التي تناقلتها بعض المواقع الإخبارية هنا وهناك على لسان مصدر مجهول وتحدثت عن رشق موكب الملك  !

وقد نفت كل المصادر الرسمية في  الديوان الملكي والحكومة والناطق الرسمي صحة الخبر ، وإنا شخصيا انفي صحة الخبر من واقع خبرتي الصحفية في الشؤون المحلية  ، وقد اتصلت بي بعض المصادر من اللحظة الأولى وحاولت التثبت من صحة الخبر عبر أصدقاء كثر في الطفيلة ، إلا أن أحدا لم يثبت سوى احتفالا سعيدا مهيبا جرى في استقبال سيدنا  !

ولم نر صورا " ولو ملفقة " كما تفعل بعض الفضائيات لشبيبة يرشقون الموكب رغم التواجد الإعلامي المكثف في كل موقع سير الموكب المرتبة قبل أيام من الزيارة وهي ليست مناطق ممنوعة أو معزولة عن الإعلام !

ثم لماذا يرشق موكب الملك بهذه الصورة غير المعهودة لا في الطفيلة ولا في أي محافظة أردنية ، وقد شاهدنا الموكب الملكي يجوب شوارع عمان في الاحتفال الأخير وفي احتفالات كثيرة وعديدة  سابقة وما رشق إلا بالورد والحب والاحتضان ، فكيف تشاع هذه الصورة عن الطفيلة تلك المحافظة التي تعشق الملك وترفع سارية حب الهاشميين وتدافع عنها بالمهج والأرواح   ، وهي المحافظة التي لو تحولت كل المحافظات لبقيت الوحيدة تحفظ العهد والوعد .

وإنني اذهب كما يذهب محللون آخرون مثلي إلى أن الدرك والحرس كالعادة حالوا في خطا تقديراتهم دون اقتراب الناس من بوح همومهم بشكل مباشر إلى سيدنا فحصل التماس ، واقسم أن لو تجول الملك بمفرده دون الحرس لحرسته جفون الطفايلة وصدورهم ودماؤهم ، وقد لاحظنا بعد أن حاول البعض زرع بذور الفتنة بيننا فتجول جلالته في البقعة في منأى عن الحرس  فكانت أجمل صورة في الحب والولاء من البقعة !

المعروف أن الأردني يغضب ويعبر عن غضبه ويجاهر بذلك ولا يخشى لومة لائم في الحق لكن الأردني معروف بأخلاقه ونخوته وحمايته الضيف والدخيل والقصير ولو كان ذباح ابنه أو أبيه مهما بلغت سورة غضبه !

ومن منا لا يعرف قصة قاتل دهسا أو رشقا ودخل دخيلا وما حمته النساء قبل الرجال ، ثم ان زيارات سيدنا للطفيلة وأخرى المحافظات إلا لشراء مظالم الناس وتبييضها ، كما أن زيارة سيدنا ليست الأولى للطفيلة ولغيرها من المحافظات ولم يحصل حدث واحد في تاريخ الأردن منذ التأسيس ما تناقلته وسائل الإعلام بل ما شهدنا غير  حسن الاستقبال والضيافة ، إلا إننا لا ننكر أن الناس في الطفيلة يعانون ولهم شكاواهم وأنينهم  وكفى  !