الذباب في الأغوار

لاتزال مشكلة انتشار الذباب في الأغوار تؤرق المواطنين الذين يسكنون هناك والزوار الذين يذهبون في رحلات إلى تلك المناطق حتى أن الذين يذهبون في رحلات ترفيهية إلى الأغوار أيام الجمع والعطل الرسمية لا يستطيعون الأكل من كثرة الذباب الذي يهاجم أكلهم وبالرغم من التصريحات التي يطلقها مسؤولو وزارة الزراعة عن قرب معالجة مشكلة الذباب إلا أن الذباب ما زال منتشرا في كل مكان .

في إحدى زياراتي إلى احد فنادق البحر الميت تفاجأت بعدم وجود ذباب في ساحات الفندق الخارجية وعندما سألت أحد مسؤولي الفندق عن سبب ذلك قال بأنهم استوردوا أجهزة صغيرة توضع على أعمدة الكهرباء وبعض الأشجار العالية تصدر ذبذبات تطرد الذباب بشكل نهائي ولا يقترب أبدا من الفندق .

أسباب وجود الذباب بهذه الأعداد الهائلة في منطقة الأغوار هو الزبل الذي يوضع في الأرض بدون أن يكون معالجا وهذا الزبل هو مرتع خصب للذباب الذي يضع بويضاته فيه ويتكائر .

قبل عدة سنوات أمر جلالة الملك عبد الله الثاني  بأن يقام مصنع لمعالجة الزبل الطبيعي في دير علا  وكما نعلم فقد أقيم هذا المصنع لكن عددا كبيرا من المزارعين لا يلتزمون بوضع الزبل الطبيعي المعالج في مزارعهم بل يضعون الزبل العادي وهذا الزبل هو البيئة الحاضنة للذباب .

في الدول المجاورة لبلدنا هناك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية لكن هذه الدول لا تعاني من مشكلة الذباب ويبدو أنها استطاعت أن تعالج هذه المشكلة ولا ندري لماذا نحن نقف عاجزين أمام هذه المشكلة الهامة جدا .

وزارة الزراعة هي المسؤولة عن معالجة مشكلة الذباب في الأغوار ومن المفروض أن لديها الآليات التي تستطيع ذلك لكنها مع الأسف لا تفعل شيئا مثلها مثل بقية المؤسسات الحكومية خصوصا وزارة البيئة التي هي معنية أيضا بهذه المشكلة .

الأغوار من أجمل مناطق الأردن خصوصا في فصل الشتاء فهي متنفس جميل جدا للمواطنين لأنها دافئة لكن مع الأسف الشديد فإن العديد من المواطنين يعزفون عن الذهاب إلى هناك بسبب كثرة الذباب .

مشكلة الذباب في الأغوار يجب أن تعالج وعلى أعلى مستوى في الدولة وإذا كانت وزارة الزراعة قد عجزت عن ذلك فإن بإمكانها أن تستعين بخبراء من بعض الدول ليقدموا لنا خبرتهم في هذا المجال حتى نستطيع القضاء على هذه الآفة .