خليلي الحاضر.


كل ما يعود هو عيد حتى وإن كان ذكرى فقد وتجدد نزف وموسم للضياع وغياب للإبرة من قلب البوصلة نعم يعود موسم إنكاري لغيابك رغم كل ما أعانيه وأعاينه من شواهد يومية فلا يد يكبح جموحي ولا كف تجمع أشلائي حبيبي وخليلي لك ذكرى كدفق الشلال لا يغمض جفنها ولا تقبل البعد عن كينونتي وحضوري فكيف يمكن أن يطالك البعد وأنت الخليل الذي تغلغل بي كقطرات عطر بمواطن النبض كيف يطالك الغياب وأنا بعضك وأنت كلي كيف يطويك الغياب وما زال عطرك بين كتفي ووجهي كيف يدسك الموت بجرح الأرض وأديمي للآن يتنفسك ويشم عطرك الذي يسرب الحياة لقلبي ويجدد خلاياي المتشققه بجفاف المسافة .
خليلي حضرت للوجود بأيلول وغبت بنيسان وكأنك كنت توشوش المدى بأنك حقيقه نبتت بجوف الخريف وغبت ببواكير الربيع بعد أن غرست بقلب الوجود وجود وذكرى أعمق من عري الخريف وأبلغ من عطر الربيع .
خليلي ما زلت كما قلت (عنقا ترمد وما تهمد ) أحاول أن أرمم أجنحتي وأطبب أطرافي التي طالما وصفتها بأنها متمردة تسابق المدى للأطراف البعيدة ولا أزال أذكر كلامك (روقي وحدة وحدة لا تكوني مثل كثير النط بلاش تصيري قليلة صيد ) أتذكر كلامك وأهمس لذاتي ما عاد لي صيد فأنت عيني التي كنت أنشن بها على هدفي ومبتغاي أنت يدي التي طالما ضغطت على زناد بندقية الضرورة والحاجة التي كنت تستشعرها قبل إدراكي لها حتى .

أشعر بقداسة اليوم نعم قداستة وأحاول أن أبتعد فيه عن ضيق الجدران والأبواب وأتوق لأن أتوه وأسيح فيه بالأرض بحثا عن عطر روحك وهي تسري للسماء ونداوة جسدك وهو يعرج للأرض تتلعثم جوارحي بين أرض وسماء كمتصوف إرتحلت روحه وما زال جسده بحل .
أحسد الأرض التي أحتضنت هذا الدفء وهذه الطراوة التي ما أعترفت بيوم من الأيام بالضعف وقلة الحيلة أشعر بأن قبرك حضرة صوفية كتلك التي كنت تتردد عليها أشعر بك تحلق هناك بكنف رب رحيم أكرمك بالموت دفعة واحدة كما كنت تشتهي وتتمنى موت لا يسبقة ضعف أو إتكاء على أحد أي يكن أقسم يا أبي أن الربيع بعد وفاتك أصبح أكثر خصب وأجود إخضرار كيف لا وأنت كما الغيث لا تقرب شيء إلا وتتركه يورق حياة ويثمر بهاء.