|
أنا تعبان. صدقوني ما بكذب. وعندي مغص شديد. لم أعد أحتمل مشاهدة « نشرات الاخبار». منظر القتل والذبح والدم يقشعر بدني. كرهت التلفزيون. صحيح أنني معجب الى حدّ ما بشخصية « أردوغان»، ولهذا وجدتُ الحل في مسلسلات بلاده « التركية « رغم طول وكثرة حلقاتها.
هل يكون « أردوغان « هو الحل ؟
ربما ولكنني خائف من التجارب السابقة ، كلما أُعجبت بزعيم ، خذلني. ربما أكون أنا السبب ، ما بعرف أختار كويس. بلكي تزبط هالمرة.
أنا تعبان. صدقوني.
تهمتي كما يقول أصدقائي أنني « مثالي» ومنهم من يتلطف عليّ ويقول « إنت كويس بس لو تخفف هالرومانسية « الزايدة.
منذ صغري وأنا لا أحتمل مشاهدة طفل يبكي. وأمس كنتُ أشتري « كيس فحم « ـ كان عندنا مشروع هشّ ونشّ ـ. وخلال تفقدي لأكياس الفحم ، جاءت سيدة من جيل المرحومة والدتي. قالت» هات عنك يامّة.
سقطتُ في الدهشة. ونسيت أن آخذ الفحم. ظننت أنها تريد مساعدتي لشيء ما ، لكنني اكتشفتُ أنها صاحبة المحل . وهي حريصة على مساعدة الزبائن بينما كان أبناؤها يثرثرون ويدخنون.
وعندما مات « جمال عبد الناصر»، وجدتُ أبي يبكي، وكنتُ صغيرا لا أعرف من هو « عبد الناصر» ، فبكيتُ مع والدي. هل للوراثة دور في « متاعبي»؟
احتمال.
لي شقيق ، غير رومانسي، قلبه حديد. وذات يوم أعطاني عشرة قروش من أجل مشاهدة فيلم « حكاية حب « لعبد الحليم حافظ. يومها قال أخي: بدي اياك تروح تعيّط!
وفعلا غرقتٌ في دموعي طوال مشاهدة الفيلم.
وتكرر الامر بعد ذلك عندما شاهدتُ فيلم « قصة حب « وفيلم « تايتنك».
لماذا لا بد أن يموت البطل او البطلة دائما في الافلام الرومانسية؟
بينما تجدهم لا يموتون في باقي الافلام رغم غزارة الرصاص وقوة مدافع « رامبو»؟
من الآخر..
لماذا يهرب الناس من الرومانسية ؟ هل هي مرض العصر، أم تهمة أم فيروس ينبغي مكافحته؟
أنا رومانسي ، أنا تعبان. صدقوني.
خايف من « الانقراض»!!
|