المطلوب حكومه مناسف ... لقد سئمنا البيتزا

 

المطلوب حكومه مناسف ... لقد سئمنا البيتزا

 

سليمان الصبيحي

                                           

دائما ما ارتبط اسم المنسف بالقرارات الصعبه فالمعروف لدى الاردنيين بأن غالبيه قراراتهم تؤخذ ارتجاليه واثناء الوقوف على سدر المنسف مثلما يتم التراجع عن كثير من القرارات بفنجان القهوه الذي لايتعدى بضعه مللمميترات من هذا الشراب العجيب ايضا ولمن لايعرف المنسف او قد جارت عليه الظروف فنسي طعمه وشكله نقول له بأن المنسف تركيبه عجيبه من اللحم والارز وخبز الشراك واللبن المغلي يشبه الى حد ما تركيبه كيمياويه تعطي مفعولاا فوريا لاكليها فيجيب بنعم مهما طلب منه بعدها وتخلق نوعا من الانسجام الغريب بين الواقفين على المنسف وحتى الواقفين على المناسف المجاوره فيتخذ القرار من المنسف الذهبي ويصادق عليه بنفس اللحظه من المنسف الفضي المجاور ويرد الواقفون على المنسف البرونزي بهز الرأس وأمرك سيدي وتنتهي المشكله ويتخذ القرار وغالبا ما يكون في يوم جمعه لادوام فيه فتلاحظ انسجاما غريبا بينهم بالرغم من انها قد تكون المره الاولى التي يجتمعون فيها ويبدو لي بأن حكومتنا لم تجتمع يوما على اي من المناسف الثلاثه بدليل انها لم تصدر قرارا يمكن ان يصنف ضمن خانه القرارات الصعبه ولم يكن عبثا ايضا  ان نرى هذا التخبط في عمل الحكومه كان اخر حصادها خروج وزيرين من التشكيله الوزاريه رغم عدم التشابه بين الحالتين وهذا التناقض الواضح احيانا بين تصريحات المسوؤلين اوصل المواطن الاردني ا لى حاله من القناعه بأن اكثر من حكومه تعمل على الساحه السياسيه في الاردن الى جانب الشعور بأن وزارات تعمل في الظل مما افقد الحكومه قدرتها  على الجرأه في اتخاذ القرارات وشمول القرارات جميع المؤسسات التي تتبع اداريا لعملها ولا اكون ابتعدت عن الصواب كثيرا عندما ادعي بأنها المره الاولى في التاريخ الاردني التي يلاحظ فيها المواطن اختفاء هيبه الحكومه وطغيان هيبه مؤسسات اخرى عليها وبما ساعد على فقدان مصداقيتها لدى الشارع واصبحت النظره العامه لها لاتتجاوز حكومه تصريف اعمال وأرتفاع سقف المطالب لدى المواطن الاردني فلم يعد يكفي وزارات للاصلاح يتم تطعيمها برموز مقبوله شعبيا بقدر ما هو مطلوب حكومه اصلاحيه قويه وبتركيبه متناسقه فكريا وسياسيا في مقاومتها للفساد فلقد سئم الاردني عمليات التجميل والترقيع ومحاوله الصنع من بقايا الماضي حاله جديده وحكومه جديده اشبه بالبيتزا السياسيه