كل أردني يستحق الفرصة أن يتعلم ويبدع

(كل أردني يستحق الفرصة التي تمكنّه من أن يتعلم ويبدع، وأن ينجح ويتفوق ويبلغ أسمى المراتب، بإيمان وإقدام واتزان)، هذا ما كتبه الملك عبد الله الثاني في ورقته النقاشية السابعة.

يركز الملك في ورقته السابعة على التعليم وأهميته في بناء الأمة وصنع التغيير، بل يعتبر الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الحقيقي.
ويؤكد الملك أن تطوير التعليم (لن يتحقق ما لم تتكاتف جهود الجميع، شعبا وحكومة ومؤسسات خاصة وعامة، لتوفير البيئة الحاضنة، وتأمين الاحتياجات الضرورية من أجل بناء قدراتنا البشرية من خلال منظومة تعليمية سليمة وناجعة).
ورغم أن الورقة تكاد تساوي بين جهود الشعب والحكومة والمؤسسات الخاصة والعامة في رفعة التعليم، إلا أنني أرى المسؤولية الأولى والرئيسية هي على عاتق الحكومة، فهي التي عليها أن توفر أقصى مجهوداتها وموازنتها ليحصل كل أردني على فرصة تمكنه من أن يتعلم ويبدع.
فكيف سيتأتى للطالب في المدارس الحكومية أن يتعلم ويبدع وقد يصل عدد الطلبة في صفه الثلاثين، ناهيك عن سوء الأدوات الصفية من مقاعد أو وسائل تدفئة وتبريد.
كيف سيتمكن المعلم من أن يساهم في عملية الإبداع وهو يعاني من أوضاع اقتصادية خانقة، ناهيك عن الأوضاع المدرسية التي لا تساعد في خلق أي حالة من حالات الإبداع.
الاستثمار في الأجيال هو أنجع الاستثمارات وأنظفها، وهذا يتطلب إلى جانب تطوير التعليم المحافظة على هوية الأجيال وتحصينهم ضد جميع أنواع الملوثات الأخلاقية والحسية؛ من مخدرات وتدخين وحبوب وعلاقات مشبوهة، وهي ظواهر آخذة في الازدياد في البيئات الطلابية، وهذه بالذات ستكون العائق الأول للاستثمار في الأجيال.