جولة برفقة الشرطة الأردنية لسجن النساء : قاتلات الحماة بين سبع محكومات بالإعدام
اخبار البلدـ أبواب موصدة، أسوار عالية،عالم مغلق، حرية مسلوبة جدران تحوي داخلها نساء وفتيات تنسج من حياتهن الحكايات الموجعة والقصص المبكية، في مركز اصلاح وتاهيل الجويدة وسط العاصمة الأردنية عمان وخلال جولة اعلامية شاركت " القدس العربي" فيها الى سجن الجويدة للنساء والتي نظمها المجلس الوطني لشؤون الاسرة للصحافيين بالتعاون مع مديرية الامن العام.
العقيد هناء الافغاني رئيسة المركز أشارت في بداية الجولة الى ان هذا المركز هو الوحيد في الاردن للنساء والذي يحتوي على 315 نزيلة مبينة ان اغلب الموقوفات اداريا من جنسيات غير اردنية وبلغ عددهن 123 موقوفة في حين بلغ عدد المحكومات بقضايا الشيكات اربعة والمحكومات بقضايا القتل 38 في حين بلغ عدد قضايا الاحتيال والسرقة 61 فيما بلغ عدد قضايا العرض 21 حالة و25 قضية مخدرات.
واوضحت الافغاني الى ان هناك سبع نزيلات محكومات بالاعدام، لافتة الى ان اخر حكم اعدام تم تنفيذه كان في عام 2005 ولم يتم من حينها تنفيذ اي حكم اعدام بحق المحكومات وهناك حالات لنزيلات تغيبن عن منازلهن وهن عدد محدود، اذ تقضي النزيلة فترة معينة لا تتجاوز بحدها الاعلى العامين ويتم حل مشكلتها مع اسرتها وتغادر المركز.
وبالرغم من ان الغالبية العظمى من النزيلات يتلهفن للحرية الا ان المثير للدهشة ان هناك نزيلات رفضن الخروج من المركز بالرغم من انتهاء مدة محكوميتهن فاعتدن على حياتهن بالمركز وذلك بحسب العقيد الافغاني التي قالت هناك نزيلات يعملن بالمركز كنوع من الدعم الذي نسعى الى توفيره لهن بعد ان كان هذا اختيارهن وبتنسيق مع مديرية الامن العام.
أيضا وخلال الجولة كان لنا وقفة في حضانة المركز التي تم افتتاحها في عام 2009 حيث تنام طفلة احدى النزيلات وتبلغ من العمر سبعة شهور، هذه الطفلة التي ولدتها امها داخل المركز واصرت على الاحتفاظ بها اثناء وجودها داخل المركز وتركت خيار تسميتها للقائمين على المركز، ليست الطفلة الوحيدة التي استقبلتها الحضانة منذ تاسيسها فالهدف من هذه الحضانة اتاحة الفرصة للأم ولابنائها من البقاء سوية وعدم حرمان الطفل من حنان والدته طيلة مدة محكوميتها مشيرة الى انه منذ تاسيس الحضانة في عام 2009 تم استقبال اربعين طفلا وفي الوقت الحالي هناك طفلة واحدة فقط.
قصص نزيلات
وفي ختام الجولة نظمت زيارة وتواصل مع بعض السجينات، إحداهن اقدمت على قتل حماتها وطفلتها العام الماضي بيدين باردتين كما وصفت وسائل الإعلام الجريمة يومها، خصوصا بعد أن تركت الجثتين ثلاثة أيام في إحدى غرف منزلها من دون أن تخبر أحدا ً، جلست أمام الوفد الصحفي حدقت بنا لكنها لم تتفوه بكلمة واحدة وغادرت القاعة، مشاعر القلق والحزن تلازمها باستمرار لارتكابها هذه الجريمة حسب زميلاتها.
قصة اخرى و نزيلة اخرى تبلغ من العمر 19 عاما اقدمت على قتل زوجة والدها فلم تتمالك نفسها وهي تروي لنا قصتها فبدأت بالبكاء وقالت: لست نادمة على قتلها فهي انسانة سيئة عذبت والدتي وعذبتنا وكانت سببا في دمار اسرتنا وتفريقنا.
وتضيف اقدم عمي قبل عشر سنوات على قتل شقيقتي بسبب خروجها من المنزل وكانت دائما تعيد على مسامعنا هذه الحادثة وتتهم اختي بانها سيئة السمعة وهو امر غير صحيح، تحملنا منها الكثير كانت تزرع مشاعر الحقد والكره بنفس والدي تجاهنا فلم اعد قادرة على تحمل هذه المعاناة فكلما رأيت والدتي وهي تتعذب كنت اموت مئة مرة باليوم فقررت قتلها.