المواطنه والهويه الوطنيه والمحاصصه السياسية ....المحامي فيصل البطاينه

 
 
لا اخفي سرا ان صارحت القراء اني لم ادرك معنى المواطنه في بلادنا مثلما لم ادرك ماهية الهويه الوطنيه
ولو عدنا لبطون الكتب والمعاجم لا نجد مؤلفيها قد توافقوا على اعطاء معنى موحد  للمواطنه او تفسير واحد للهويه الوطنيه
هل الهويه هي الانتماء غير محدود النطاق فالبعض يرى ان قريته هي نطاق انتمائه والبعض الاخر يرى المحافظه نطاق انتمائه ويرى البعض الاخر ان شرق الاردن نطاق انتمائه ويرى اخرون ان المملكة الاردنية الهاشمية سنة 1951 هي نطاق انتمائه وقد يرى البعض ان عشيرته هي نطاق انتمائه
والاكثرية ربطت الهويه بالجنسية وهذا ما رفضه كبار المفكرين
وخلاصة القول عن الهويه الوطنيه هل  تتكون من عناصر متعدده فالارض او اللغة او الدين او العادات او التقاليد او التراث او الولاء او الانتماء او هي جميع ما ذكرت وغيره مجتمعه
وهل هناك ترابط بين الهويه الوطنيه والنضال القومي او بين الوطنيه والهويه النضاليه وامكانية الجمع بينهما بهويه واحده
اما المواطنه وحسب مفهومي لها انها تتميز بالانتساب الجغرافي لبقعه معينه اسمها الوطن
وهنا تتطابق المواطنه مع الهويه الوطنيه بموضوع القريه او المحافظه او امارة شرق الاردن حتى سنة 1946 او المملكة الاردنية الهاشمية حتى فك الارتباط او قيام السلطة الفلسطينية الوطنيه عند ذلك ينعدم التطابق بين المواطنه والهويه الوطنيه وحينها يكون بالبلد الواحد اكثر من هويه كالهويتين الاردنيه والفلسطينيه او الوطنيه والنضاليه
وحينما يكون بالبلد اكثر من هويه نكون امام عدة احتمالات احسنها ان تكون احدى الهويات هي الغالبه من حيث عدد المنتسبين واذا لم تكن هناك هويه للغالبيه قد يكون المنتمون لاحدى الهويات اقوى من غيرهم فيفرضون على البلد هويتهم وهذا يساعد على التطور الاقتصادي والعلمي والفكري كالصين وكوريا الشماليه ولا ندري كيف ستكون بلادنا عند تطبيق احد المعيارين الذي ذكرتهما
وخلاصة القول ما دعاني للكتابة بهذا الموضوع الشائك الحساس امرين
اولا : حديث الشيخ حمزه منصور مع وفد البرلمان الاوروبي قبل ايام حين قال ((للمواطنه تداعيات تمس الوحدة الوطنيه وهذا مؤجل الى ما بعد التحرير والعوده))
ثانيا:الحوف من ان تقودنا هذه المواطنه والهويه الوطنيه الاردنيه كفلسطينيين الى المطالبه بالمحاصصه السياسيه في المملكه الاردنيه الهاشميه ومن ثم التوطين وضياع الحقوق المشروعه كحق العوده والقبول بالتعويض والوطن البديل
مثلما ستقودنا هذه الامور كشرق اردنيين الى ذوبان قطريتنا الذي لا نرضاه الا بانصهار الهويات القطريه العربيه جميعها في هويه واحده وحتى لو تم ذلك فلن نرضاه الا ان يكون هذا الانصهار في دولة عربيه واحده يقودها نظام حكم هاشمي له الشرعيتين الدينيه والقوميه
حمى الله الاردن والاردنيين وان غدا لناظره قريب