في تفجيري طنطا والإسكندرية

مثير للحزن والأسى أن يتحوّل عيد، أو مناسبة دينية، إلى مأتم، وأن تتناثر أجساد عشرات القتلى والجرحى في كنيسة أو مسجد أو حسينية بعد أن تمّ تفجيرهم بعبوة ناسفة أو بحزام إنتحاري.

ما حدث في طنطا والاسكندرية المصريتين أمس يتكرّر في مناسبات دينية في العراق وباكستان وغيرها، وبات التوجّه إلى الله بصلاة في دور العبادة مجازفة، ولعلّ التاريخ الاسلامي لم يمرّ بمثل هذا الوضع من قبل.
المصيبة كبيرة، ولكنها كانت ستتضاعف لو أصيب الانبا تواضروس بابا الاقباط أو كان من الضحايا باعتباره تواجد في مكان تفجير الاسكندرية، ولعلّ هذا كان السبب أصلاً للوصول إلى فتنة حقيقية.
بابا الفاتيكان فرانسيس سيزور مصر بعد أسبوعين، وهذا سبب جديد للتفجيرين، فاستقباله بهذه الطريقة يبدو وكأنّه إعلان من المتسببين الذين يزدادون قوّة يوماً بعد يوم ليس فقط برفض وجوده بل برفض وجود الاقباط أصلاً، وعلينا أن نتذكّر ترحيل الاقباط الجماعي من العريش، وبالتالي تهيئة الأرضيات اللازمة لفتنة داخلية دينية كبرى.