عزيزنا دولة الرئيس ... نعلم انك ضحية !!

لم يعد يخفى على مواطن عادي أن رئيس وزرائنا يسعى وبكل جدية من اجل تحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين  للوصول بها نحو الأفضل،  ونعرف انه يتمنى لو انه ينجز او يحقق قفزات كبيرة في مجالات الرفاه الاجتماعي والمعيشي للمواطن ، وندرك  أيضا انه يتمنى لو ان يجد طريقة او مساعدة  لتقديم فاسد واحد على الأقل للمحاكمة ، يتمنى دولة الرئيس كذلك لو أن قضية الكازينو تُكشف بكل شفافية وبكل تفاصيلها للناس لتعلن براءته  مما ورط به ، والرجل كذلك يتمنى لو ان خالد شاهين يخرج عن صمته ويتحدث في التفاصيل ، يتمنى لو ان الانتخابات التي جرت العام 2007 مرت بسلام دون تدخل الأجهزة الأمنية دون علمه او توجهه  ، ولا بد انه يرغب لو ان قانون العفو العام اشتمل  على اسم احمد االدقامسه وأغلق الملف ، كان يرغب لو استطاع أن يشمل كل المؤسسات الرسمية الخاصة بإجراءات إعادة الهيكلة و يمنح العاملين في تلك المؤسسات مهلة عامين او ثلاثة أعوام  من اجل ان يصوبوا أوضاعهم التي اعتادوها على الراتب والمكافآت التي أصبحت حقا مكتسبا ثم ألغيت !  وأقول واقسم أن البخيت يتمنى لو أن كل هذا يحدث او حدث منذ أن تولى الرئاسة الأولى  قبل سنوات   لكنه المغلوب على أمره !

نعم يا سادتي ،  رئيس وزرائنا رجل بسيط  محب للناس  وطني من الدرجة الأولى ، عشائري محافظ نظيف ، عنيدا صلبا في الدفاع عن حقوق الوطن في مفاوضات التحضير لوادي عربه ، كان سفيرا " جكر جدا " أي عنيد وغير مبال بمشاعر الإسرائيليين حين يصرح او  يتعامل معهم  وهو في عقر دارهم ، ولطالما طالبت إسرائيل بتغيير الرجل واستبداله ، فلم يكن يحضر أو يشارك الاسرائليون مناسباتهم وأفكارهم   وكان يدين كل سياسة إسرائيلية تتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني ،لم تبدله المناصب ، اذكر أنني التقيت به في أكثر من  مناسبة عزاء لمقربين او أصدقاء ، كان يجالس الناس ويدخن سيجارته الروثمان وباستمتاع مع كاسة شاي أو زهورات تساعد على تخفيف حدتها كما حدث في عزاء والدة الدكتور عبدالرحيم الحنيطي رحمها الله ، لديه القدرة على إبدال نفسية الناس وتحسينها بحديثه القروي البسيط ، لم تكن زياراته رفع عتب بل مشاركة وإطالة ومسامرة وتخيف مصاب ،  تشعر انك تجالس رجل عادي جدا وهو يسرد قصص والده  والأرض والفلاحة وجد الزيتون والمعاناة ، ولا زال يذكر قصة الحذاء الذي فقده في الأرض وسط أمطار وسيول داهمتهم إحدى سنين الحرث .

البخيت يا سادتي ، وليعذرني  دولة الرئيس هنا ، ليس إلا ضحية مؤسسات كبيرة اكبر من قراره وسلطته ، اكبر من أن يواجهها ويتحداها  منفردا ، واكبر من ان يكشف أسرارها ، صمته باق حتى يمر الوطن بسلام من عنق الزجاجة ، يعيش حالة الجمل الذي يحمل أثقالا من الشام إلى بغداد ومخرزُ الموتِ في جنبيه ينشتلُ  ، فرغم أحماله فلا زالت مخارز التهم تنخر جنبيه وهو صامت حتى  يحقق المراد ،   كان يجيب الذين يقولون له أن البلاد خراب فدعك منها  بالقول  :  إن كانت البلاد في خراب ، فأنا لا أساعد بخرابها ، و اعمل بما يمليه الضمير و  لا أبالي .

 نحن ندرك والناس تدرك ، ولمن لا يدرك كذلك ، فليعلم ان لا ذنب ولا دور له في بيع مقدرات الوطن ومؤسساته ، ولا علاقة له بمشاريع الخصخصة ونهب ثروات الأمة بالسمسرة والحصص  وتصفية الأرض وبيعها ، فهو فلاح يدرك ألم ووجع بيع الأرض ونهبها ، وليس له ارتباط عائلي او مصلحة مادية بشلة او عائلة من تلك العائلات والشلل الفاسدة ،   ولا علاقة له بالصوت الوهمي والدائرة الوهمية  والتدخل في الانتخابات وتوجيهها  ونقل الأسماء وممارسة العاب الفيديو!

دعونا نفكر ، نمحص ونتبصر  ومن ثم نقرر من الذي أوصل البلاد إلى ما  وصلت إليه ،فالحالة متراكمة منذ عقود وليست طارئة في عهد الرجل ، وما يشاع او يشيعه البعض هنا او هناك عن تغيير مرتقب على الحكومة ، فأنني اجزم أن كل من ذكر أو رشح من قبل البعض لرئاسة الحكومة  لن يكون بالصبر والجلد الذي تحلى به الرجل ،  ولن يكون أكثر ولاءا  وانتماءا للملك والوطن بالقدر الذي يحمله البخيت مهما علا شانه او شأن عشيرته  ، او مهما حاول البعض ان يسوقه ألينا بالقدر الخارق  الذي يوصف به لتمرير انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي  ، وكأن تغيير الحكومة سيكون على يد احدهم هو الإصلاح المطلوب والرفاهية القادمة التي يعطلها البخيت وحكومته  ، فالقادم لرئاسة الحكومة  لن يصنع المستحيل ،  ولن يجري الإصلاح المطلوب   ، ولن يحاكم فاسدا ! فمؤسسة الفساد ورجالاتها اكبر من حكومة وأعظم من قرار يتخذ بين ليلة وضحاها  !