في الضربة الأميركية

يتّصلّ الاميركيون بالروس ويقولون لهم سنضرب القاعدة الفلانية في سوريا بعد ساعة، وبالضرورة فسوف يبلغ الروس الجيش السوري بالأمر، فيجهّزوا انفسهم، لتهبط عشرات الصواريخ على القاعدة، دون تأثير يذكر، وتبدأ أزمة تبدو مفتعلة.

العرب على الهامش بين تأييد واستنكار، فليس لهم في اللعبة سوى مقاعد المتفرجين، ومن الواضح أنّ التفاهمات الدولية بين الكبار على مستقبل النفوذ في سوريا المقبلة ضمن اطار السباق، والتنافس، لا أكثر ولا أقلّ.
القواعد الروسية المنتشرة في سوريا وجدت هناك لتبقى، هذا ما يقوله الاميركيون، وفي الجانب الآخر تعترف موسكو لواشنطن وحلفائها بمناطق نفوذهم، أمّا المناطق الحدودية فهي في طور التشكيل شبه النهائى.
تقسيم سوريا بات أمراً واقعاً، والحديث عن ملء الفراغ بعد الانتهاء من داعش هو الذي لا علاقة للعرب به، وبدأت النغمة الروسية حول عدم الاصرار على بقاء الأسد في المستقبل، والنغمة الاميركية حول ضرورة التعامل معه حتى الانتهاء من داعش ولكن بعدها فليس له مكان، وهكذا فيبدو أنّنا أمام الفصل قبل النهائي للحروب الاهلية والدولية في سوريا.