غزة ... لا تستحق ما يجري ضدها !!!
غزة بكل ما فيها ... وعليها ... بكل تاريخها ... وواقعها ... بكل مسيرتها التاريخية الوطنية والثقافية والتي صاحبت محطات نضالها وصمودها ... والتي تلازمت مع تاريخ مناسباتنا وانطلاقاتنا الوطنية والتاريخية ... غزة الذي احتضنت بتاريخها العميق ... وبتاريخ نضالها الطويل منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد ... والتي تواجد على ارضها ... ومن خيرة ابناءها رجال جيش التحرير الفلسطيني ...ومجموعات الفدائيين والمناضلين والمجاهدين .
غزة التي انجبت خيرة الزعماء والقادة والمناضلين والمجاهدين ورموز الاستشهاد والأسر داخل سجون الاحتلال ... غزة بانتفاضتها الاولى والاطول ... وبمسيرة كفاحها ونضالها وقوافل شهداءها وجرحاها واسراها .
غزة بصمود اهلها وصبرهم وتحملهم لحصار طويل ... وعدوان ممتد ... وظروف معيشية وانسانية لا يحتملها احد ... غزة بكل ما فيها من امراض متفشية وبطالة ظاهرة ومقنعه ... وبكل ما فيها من عاطلين عن العمل من عشرات الاف الخريجين الذين لا يجدون فرصة عمل واحده .
غزة التي استقبلت قائدها ورمز نضالها الخالد ياسر عرفات ... وسلطته الوطنية الاولى على أول جزء يتم تحريره ... وعملت بكل ما لديها من أجل تأسيس اول سلطة وطنية فلسطينية .
غزة التي خاضت بكل صبر واباء ... ووقفت بكل تحدي وايمان ... ودفعت الاثمان من خيرة شبابها وممتلكات اهلها .
هذه غزة لمن لا يعرفها ... ولمن يقرر بحقها ما لا يجوز اقراره ... ولمن يخطط ضدها ما لا يجوز تخطيطه .. لا يجوز ... ولا يقبل ان تكون درجة ثانية ... وذات اولوية متأخرة ... لا يقبل ... ولا يجوز ان تكون غزة موضع تجربة ... وبداية تقشف ... ومعالجة لعيوب مالية وادارية لا نريد الحديث عنها .
غزة هاشم ... بأهلها الطيبين المحبين والمخلصين بوطنيتهم التي لا يستطيع ان يزاود عليها احد ... وبتمسكهم بشرعيتهم الوطنية والتاريخية ... المؤمنين أن الوطن واحد وموحد ... لا يقبلون ولا يرضون بل ويرفضون ان يكونوا حقل تجربة لهواة ... ومغامرين ... لا يفهمون ولا يدركون خطواتهم ولا يقدرون خطورة قراراتهم .
ان الحكومة التي تتجرأ على التلاعب بقوت الاطفال واحتياجاتهم وحقوق الاسرة الفلسطينية ليست بحكومة ... بل ان الحكومة التي لا تتواجد ... ولا تعيش مع شعبها بكل ظروفه وتفاصيل حياته ليست بحكومة ... بل ان الحكومة التي لا تجد في اجراءاتها وتقليص نفقاتها الا غزة ... لا تستحق ان تمثلنا .. بل لا يجوز ان تتحدث باسمنا .
لذا كان من الواجب والضرورة الوطنية ... وحفاظا على وحدة الارض والشعب وتمسكنا بسلطتنا الوطنية الفلسطينية باعتبارها تمثل شرعية وجودنا ومرجعيتها منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد ... نرى بعزل هذه الحكومة التي ان وقت عزلها واخراجها ... واستبدالها بحكومة وحدة وطنية من كافة فصائل العمل الوطني والاسلامي ... حكومة تشكل مخرجا وطنيا من حالة العبث والتسيب ... والخروج من هذه الحالة المزرية من هذا الانقسام الاسود ... ومن هذه الثقافة التي تولدت واوجدت حالة التصيد والمزايدة والقصور ... وحتى نعيد الطريق بكافة المجالات السياسية الاقتصادية والاجتماعية ... وحتى يتوحد الوطن ويخرج من مأزقه ... في ظل ما يجري داخل المنطقة من متغيرات وتحركات سياسية اقليميه ودوليه والذي يحتاج الي اوضاع مستقرة ... والى سلطة قوية ... والى حكومة قادره على متابعة القضايا الحياتية وتوفير سبل المعيشة التي تحفظ للإنسان كرامته .
الكاتب / وفيق زنداح