ما بعد القمة العربية
ما بعد القمة العربية
نجحنا في توحيد الصف العربي ولو لساعات معدودة في البحر الميت والذي يعتبر الشريان الترفيهي والعلاجي للشعب كلما عصفت بنا الظروف الإقتصادية والصحية، بالرغم من الخلافات العاصفة بين الدول العربية في الأفكار والرؤى وتقاطع المصالح وحالات التفكك بين أوصال العديد من الدول العربية، والتي تحول البعض منها لكيانات داخلية تتقاتل فيما بينها نتيجة خلافات مذهبية او البحث عن مطامع مالية ومناصب سيادية.
الأردن كالعادة أحسن في التنظيم والإستضافة بفضل القيادة الحكيمة وحرص الشعب على أن يكون بلده من أفضل الدول على كافة الأصعدة، وقدم رسائل عديدة لكافة الدول في العالم بأنه يتمتع باستقرار امني عريض بالرغم من المحيط الملتهب وحركة النزوح من اللاجئين والتي فاقت التوقعات وسببت أعباء مالية وأمنية مازلنا ندفع ثمنها لغاية الآن.
النجاحات ليست غريبة على الأردن؛ لأنه اعتاد على مواجهة المصاعب واستطاع الخروج من الأزمات بأقل الخسائر ولو كان ذلك على حساب الشعب الذي عانى من وطأة الارباك الذي حدث إبان الربيع العربي، ودفع الثمن غاليا نتيجة الحمل الاقتصادي الكبير وإغلاق المنافذ الحدودية والبحرية.
لذا ما يهم المواطن الأردني ماذا حصدنا من الناحية الاقتصادية لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي له؟ ، وهل الاتفاقيات الإقتصادية التي وقعت مع دول الجوار سوف نلمس آثارها قريبا؟، وعلى الصعيد الداخلي هل سوف نشهد ثورة بيضاء تعيد الرونق لمؤسساتنا الوطنية؟ وتوقف النزيف العام من أموال
الدولة؟، والزج بجيل مدرب من الشباب قادر على تحمل
المسؤولية و التخلي تدريجيا عن الحرس القديم!!!...