بيوم الارض.. ماذا تبقى من الارض؟


أحيا الفلسطينيون الذكرى الحادية والأربعين ليوم الأرض، والتي تأتي في ظل ظروف فلسطينية وعربية غاية بالصعوبة تنعكس سلبا على معر كة الفسطينيين للحفاظ على أرضهم من الاستيطان والمصادرة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والممنهجة.

بعد 41 عاما من يوم الأرض المجيد والخالد والذي أظهر مدى تمسك الفلسطينيين بأرضهم، واستعدادهم للتضحية بدمائهم وأرواحهم دفاعا عنها، وحماية لها من الغول الإسرائيلي الذي يخطط باستمرار للاستيلاء عليها، لم يتبق الكثير من هذه الأراضي بأيدي الفلسطينيين، فالسياسات الاستيطانية والتهويدية الإسرائيلية نجحت، بالرغم من صمود الفلسطينيين العزل، في قضم الأراضي الفلسطينية تدريجيا.
بحسب تقرير حديث للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن حجم الأراضي الفلسطينية التي صنفها الاحتلال الاسرائيلي كـ"أراضي دولة" في الضفة الغربية 2247 ألف دونم، أي حوالي 40 % من إجمالي مساحة الضفة الغربية.
واوضح التقرير، أن سلطات الاحتلال تستغل أكثر من 85 % من مساحة فلسطين التاريخية، البالغة حوالي 27 ألف كيلومتر مربع، حيث لم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15 % من مساحة الأراضي فقط.
إن هذا الواقع المأساوي والخطير، سيتفاقم؛ فالاحتلال الإسرائيلي لن يتوقف عند هذا الواقع، وإنما سيواصل قضم الأراضي والسيطرة عليها بالقوة، وبكل الطرق غير القانونية وغير الشرعية، مستغلا ضعف السلطة الفلسطينية والانقسام الفلسطيني، وانشغال بعض الدول العربية بالأزمات الداخلية والنزاعات العسكرية التي أضعفتها لدرجة كبيرة، وأحالتها من دول مؤثرة بمحيطها وبالمنطقة إلى دول ضعيفة غير قادرة على التأثير.
هذا الواقع العربي والداخلي الفلسطيني المتضعضع والمفتت، يساعد سلطات الإحتلال الإسرائيلي على تنفيذ مخططاتها الاستيطانية، فنشاهد يوميا تحركات وقرارات وإجراءات إسرائيلية على هذا الصعيد. ومهما كان ارتفاع الصوت الشعبي الفلسطيني احتجاجا ورفضا ومقاومة وتضحيات، إلا أنه يبقى عاجزا عن إفشال المخططات الإسرائيلية؛ بالتأكيد يستطيع الفلسطينيون "فرملة" بعض هذه الإجراءات، ولكنهم لا يستطيعون وقفها وإفشالها، فهم لا يمتلكون الكثير من الاسلحة لمواجهة الاستيطان الإسرائيلي، فالأسلحة التي يمتلكونها هي الإرادة والتصميم، وكذلك الأرواح التي يقدمونها كلها في هذه المعركة غير المتكافئة، والتي من المتوقع أن تزداد خلال المرحلة الحالية صعوبة، لا سيما وأن الإدراة الإميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب تدعم وتؤيد السياسات الاستيطانية الإسرائيلية وتعتبرها شرعية وقانونية ومن حق الاحتلال الاسرائيلي القيام بها.
في الذكرى 41 ليوم الأرض، تزداد الأوضاع الفلسطينية قتامة، ولكن إرادة الشعب وتضحياته ومقاومته لن تنضب وستواصل المعركة للحفاظ على الأرض الفلسطينية المباركة.