الحقيقة المرة السعيدة
الحقيقة المرة السعيدة
في البداية لابد لي من تهنئة الشعب الأردني بالأعياد الوطنية وعلى رأسهم سيدنا والحمد لله على نعمة الأمن والأمان. أما الحقيقة المرة تتمثل بتصرفات الحكومة والبطيء الشديد بالإصلاح وعدم إخراج نتائج ملموسة إلى الشعب عن اللجان التي تم تشكيلها وكأن الحكومة تقول للشعب إعملوا ما شئتم وأخرجوا وقت ما تشاءون ونحن ننفذ ما نريد، وهنا لابد من القول بأن الشعب الأردني جميعا ينتظر من سيدنا اتخاذ القرار الذي يريد الشعب، وأن الحكومة بقائها أو السكوت عليها فهي تأخذ من رصيد سيد البلاد، بحيث كل الأردنيون ينظرون إلى القيادة الهاشمية بالمحبة والولاء المطلق. وعلى مدى نشأة الأردن، لم يعرف عن الهاشميين سوا القيادة الأبوية، والخيمة الجامعة لكل الأردنيين تحميهم من كل شر وتسهر على راحتهم، فهذا السر الأكيد يا حكومة على السكوت. وأما الحقيقة السعيدة، فلقد مر أربعة أشهر وجميع أنحاء المملكة تعمل إعتصامات وتطالب العدالة العدالة، ومحاربة الفساد، وعدم توريث المناصب، وتوزيع المكتسبات، والكثير الكثير من المطالب. ولقد تجاوزت المطالب جميع الخطوط الحمراء التي لا يمكن الحديث بها في أي دولة عربية على الإطلاق سوا الأردن، وهنا يثبت للقاصي والداني حكمة الهاشميين، ومدى حبهم لشعبهم، وتحملهم لجميع مخرجات تلك المسيرات والاحتجاجات، وهذا فخر كبير لنا أن نعتز بالقيادة الهاشمية الحكيمة. وهنا لا بد لي من توجيه الشكر الجزيل لكافة الأجهزة الأمنية على ما أبدوه من التعامل الراقي والمهذب مع كافة المسيرات، ومن ناحية أخرى استيعاب كافة التوجهات مهما كانت، وهنا الشكر الخاص إلى دائرة المخابرات العامة على إداراتها للحدث بشكل راقي، ومؤسسي، وعقلاني. وحفظ الله الأردن من الدرة إلى الشجرة، ومن الغور إلى الجفور في ظل القيادة الهاشمية.