العلاقات الأردنية السعودية

عندما يتحدث السياسي و الدبلوماسي عن العلاقات بين البلدين، و بخاصة بحجم المملكة السعودية الشقيقة والمملكة الاردنية الهاشمية، فلا بد ان يلقى الضوء على الجوانب الايجابية التي تعزز هذه العلاقة، التي لاتستطيع ان تفك إسارها من الجغرافيا والتاريخ بكل مكوناته الايجابية.

لقد تبادلت حكومتا المملكتين الاعتراف المتبادل في عام 1933 نتج عنها عقد معاهدة صداقة و حسن جوار لتنظيم العلاقات و الحدود قام الامير سعود_ ولي العهد السعودي بأول زيارة عام 1935 و عندما حصلت الاردن على استقلالها عام 1946 بعث الملك عبد العزيز برقية تهنئة الى الملك عبدالله الاول.

في حزيران عام 1948 زار الملك عبد الله الاول الرياض، و لقد لقي حفاوة كبيرة من لدن الملك عبد العزيز قال فيها الملك عبد العزيز ( ان الماء ايها الاخ لايقدرَه الا المحتاج اليه، وانا اشد الناس حاجة الى هذه الزيارة، و لقد تابع الملك طلال و الملك حسين هذه العلاقة حيث كانت اول زيارة للملك حسين خارج الاردن للرياض، و كان الملك فيصل قد زار الاردن عام 1966، و بقيت القوات السعودية مرابطة في الاردن حتى عام 1975 و استمرت مواقف الملك خالد و الملك فهد بتقديم الاسناد المادي والمعنوي للاردن، وكان ذلك واضحا بعد مؤتمر بغداد عام 1979، و تطابقت وجهات النظر الاردنية و السعودية في عهد الملك فهد و الملك عبد الله.

ان الملك عبد الله اول الواصلين الى الاردن لمواساة الاسرة الاردنية و سجلت الزيارات في عهد الملك عبد الله بن سعود و الملك عبد الله الثاني اعلى نسبة من الزيارات و المشاورات، و تتوجت بزيارة الملك عبد الله بن العزيز بزيارة للاردن عام 2007.

قد قال الملك عبد الله بن سعود عن العلاقة الاردنية السعودية ( يطول الحديث عن هذه العلاقة و متانتها لانها قائمة على القربى و الجوار و الدين و المصير المشترك.

كانت السعودية على مدى عقود الداعم الأكبر للإقتصاد الأردني فقد وضعت وديعة بعد ازمة الدينار عام 1989 في البنك المركزي, و في عام 2003 حصل الاردن على 100 الف برميل نفط و ساهمت السعودية في المنحة الخليجية المقدرة ب 5 مليار, و تطور التنسيق الاقتصادي من الدعم المباشر الى التخطيط المؤسسي من خلال انشاء مجلس التنسيق السعودي الاردني الذي يعتبر منظمة اقتصادية و سياسية, وكان استدعاء السفير الاردني في إيران مؤشرا على التجاوب السياسي, لان مجلس التنسيق اكثر من الاعتماد على العلاقات والزيارات الشخصية. الأردن كان داعما للحلف الاسلامي لمقاومة الارهاب الذي انشأته السعودية, واشتركت القوات الاردنية وبحضور جلالة الملك عبد الله الثاني بمناورات رعد الشمال.

نجد على بعض الطرق الاردنية الرئيسية الى المطار او طريق الازرق العمري, انها انشأت بمساعدة خيرة من المنحة السعودية.

ان هناك مصالح متشابكة بين السعودية والاردن كل طرف حريص على تمتينها و تقويتها، و ان مشكلات الاقليم سواء في سوريا او العراق او اليمن، تجعل كل من الاطراف ينظر باهمية الى موقف الطرف الاخر.

و لقد كانت زيارة وزير الخارجية السعودي الى الاردن، و اعلانه ان بلاده تعتبر الاردن حليفاً و شريكاً لها في عدة امور سواء في عاصفة الحزم او دعم المعارضة السورية المعتدلة والتصدي لايران.

جاءت زيارة الامير محمد بن سلمان في هذا العام، و التي تسبق مؤتمر القمة و زيارة و مشاركة الملك سلمان، لتعطي دفعة اكبر للحوار و التنسيق.

ان حجم التبادل التجاري بين الاردن و السعودية يتجاوز خمسة مليارات سنوياً حيث تشكل السعودية سدس الصادرات الاردنية، و الواردات خمس من السعودية، و هناك شركة تطويرات المشاريع الاردنية السعودية برأس مال خمسين مليون دولار.

و بالاضافة للدعم و التنسيق الاقتصادي و السياسي هناك تعاون في المجالات الثقافية و السياحية.

تستضيف السعودية عشرات الآلاف من العمالة الاردنية الفنية و المهنية والتي اسهمت في النهضة السعودية الحديثة في التعليم و الصحة و الاسكان و الطرق وغيرها، و هي محل تقدير واحترام من الاشقاء السعوديين، و تساهم تحويلاتهم بتعزيز العملة الصعبة لدى البنك المركزي الاردني، يأتي مؤتمر القمة في عمان ليشكل محطة جديدة / لدفع العمل العربي المشترك، اذ من المتعذر ان يستطيع قطر عربي وحده بمواجهة كل التحديات الاقليمية، و لذلك لاغنى لهذا العمل سواء في اطاره الشامل او الثنائي، و من هنا تأتي اهمية التنسيق السعودي الاردني في موجهة التحديات الجديدة سواء على صعيد القضية الفلسطينية، او سوريا، او العراق، او الحرب على الارهاب، و كما بدأنا بالحديث فإن الانسان لايستطيع ان يتجاهل كل عوامل التاريخ و الجغرافية، والتحديات التي تؤثر على كلا الدولتين بحكم ذلك.

Email:drfaiez@hotmail.com